في مثل هذا اليوم الخالد ، من كل عام ، تحل علينا هذه الذكرى العظيمة ، سطر التاريخ احرفها من نورٍ ؛ حيث قال الشاعر / محمد محمود الزبيري ، واصفاً يوم النصر ، بهذا البيت الشعري الجميل : يوم من الدهر لم تصنع أشعته# شمس الضحى بل صنعناه بايدينا# فجنوبنا الحبيب ، عانى من ويلات الأستعمار البريطاني البغيض ، هذا الأستعمار احتل بلادنا مايقارب 129 عاماً ، حيث زرع سياسة ( فرق تسد) ؛ أي ضرب القبائل الجنوبية بعضها ببعض ، هكذا هي طبيعة أي أستعمار ، مستغلاً عوز الناس وفقرهم، وعندها نجح لفترة من الزمن ، ولكن شعبنا الأبي ، رفض رفضاً قاطعاً هذه السياسة ، واعلن الكفاح المسلح ضده في صبيحة 14 اكتوبر 1963م ، فكانت ضربة قاضية للمستعمر واعوانه، واستمرت الثورة المباركة اربع سنوات متتالية وبدأت الثورة من جبال ردفان الأبية بقيادة البطل الضرغام / راجح بن غالب ، ورفاق دربه الذين ساروا على نهج قائدهم، حتى تحقق النصر في 30 نوفمبر الخالد 1967م ، وأي ثورة ثمنها غالي وتكلفتها صعبة . رجال وهبوا أرواحهم من أجل سعادة الأجيال القادمة ، ولكن شعبنا الصابر فوجئ باستعمار آخر ، لايقل ضراوةً من الاستعمار البريطاني ، ألا وهو الأستعمار الشمالي ، الذي هو أشد قساوةً ، التهم كل شي ، ولا زال يجثم فوق صدورنا ، ولكن شعبنا له بالمرصاد ، لن يكل ، ولن يمل ، حتى يسترجع هويته المسلوبة من هؤلاء الدخلاء أنهم حفنة من الأقزام ، فشعبنا عملاقاً ، ومنتصراً مهما حاول الظالمون بقضهم وقضيضهم وانها لثورةٍ حتى النصر … اكتب هذه الأبيات وقلبي على وطني يعتصر الماً : من أجل الحرية ضحينا بكمن هام# الشرعية كذبة والتحالف عائش باوهام# الشرعية للجنوبي نفذ كل المهام# من له شعره بذيل الجمل ركب ع السنام# وانا لي وطن مختطف منذ 32 عام# من قبل عصابة تشبه عصابة بكو حرام# شعارها الموت تبرئ منها الاسلام# مجلس انتقالي مفوض بكل المهام# فك الأرتباط غايتي والهدف والمرام# دولتي مطلبي بالحرب وألآ بالسلام# والله لو تعتجن بنا بقعاء وتبقى ركام# لن نقبل بانصاف الحلول ولا بحكم الأمام# وكل خائن للأوطان يحكم عليه أعدام# حلفنا يمين دم الجنوبي ع الجنوب حرام# اسمع يا كل متلاعب ويا كل من بذنه صمام#