وإضافة إلى الاتجار بها عن طريق بيعها أو تهريبها إلى دول أخرى باستغلال موانئ اليمن التي تسيطر عليها الميليشيات الحوثية، تستخدم ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران كميات من المخدرات من أجل استدراج واستقطاب الآلاف من الشباب للانخراط في صفوفها، والزج بهم في معاركها العبثية.
وتقوم بتوزيع ونشر المخدرات في أوساطهم، وتحديداً الذين انخرطوا للقتال في صفوفها، بغية التأثير عليهم وضمان استجابتهم لتنفيذ كل الأوامر التي توجه إليهم، بحسب ما نشرته صحيفة “تواصل” اليمنية.
مصدر حيوي لتمويل أنشطة الحرس الثوري الإيراني
المحلل السياسي اليمني وضاح الجليل يقول في تصريح لـ “حفريات”: إنّ المخدرات الإيرانية هي إحدى وسائل تمويل الحرس الثوري الإيراني لحروبه ونفوذه في منطقة لشرق الأوسط، ومن خلالها يحصل على إيرادات ضخمة يعود جزء منها إلى صالحه مباشرة، والجزء الآخر تتحصل عليه ميليشياته في دول المنطقة لتمكينها من شراء الأسلحة وتجنيد المقاتلين ودفع رواتبهم وصناعة المواد الإعلامية المضللة.
وتذهب شحنات المخدرات التي تنقلها السفن الإيرانية إلى ميليشيات الحوثي التي تسيطر على جزء كبير من الساحل الغربي لليمن المطل على البحر الأحمر، خصوصاً أنّه يحوي (3) موانئ مهمة تحت سيطرة الميليشيات أكبرها ميناء الحديدة، ولدى هذه الميليشيات شبكة واسعة من مروجي المخدرات لبيعها في الأسواق المحلية، وشبكة أخرى من المهربين لنقلها وبيعها في دول الجوار، بحسب الجليل.
ويضيف الجليل: “بحسب المصادر الأمنية اليمنية، فإنّ ميليشيات الحوثي أطلقت عشرات السجناء المتهمين بتهريب وبيع المخدرات بعد سيطرتها على مؤسسات وأجهزة الدولة قبل (8) أعوام، لتجنيدهم للعمل لصالحها، مع حصولهم على تسهيلات وحراسة أمنية وتزويدهم بالأموال”.
ويتابع: “قبل أيام قال قائد الأسطول الأمريكي الخامس الجنرال براد كوبر: إنّ البحرية الأمريكية أحبطت في عامين عمليات تهريب مخدرات بمليار دولار، وهو مبلغ كبير جداً، وإذا كان هذا سعر المخدرات المضبوطة والمصادرة؛ فإنّ حجم هذه العمليات يبدو مهولاً، ويحقق للحرس الثوري الإيراني وميليشياته عائدات ضخمة تكفيها للاستمرار في حروبها زمناً طويلاً.
ويشير الباحث اليمني إلى أنّه خلال سيطرة الميليشيات الحوثية على أجزاء واسعة من اليمن؛ راجت تجارة المخدرات أكثر من السابق، حتى أصبحت تباع علناً وفي الأسواق، فالميليشيات تستفيد من عائداتها المالية من ناحية، وتفسد بها شباب المجتمع من ناحية أخرى، لتحييده عن مواجهتها وتمكينها من السيطرة عليهم وسهولة توجيههم وتحويلهم إلى أتباع.