السبت , 23 نوفمبر 2024
هل بدأت معالم سقوط الاتحاد الأوروبي ؟!
تقرير / محمد مرشد عقابي:
بدأت بعد نحو سبعة أشهر من اندلاع الحرب بين روسيا والغرب في أوكرانيا، تظهر الانقلابات والتحولات الجوهرية في طبيعة النظام الدولي وموازين القوى، وبحسب تقديرات خبراء، فأن من المتوقع أن هذه الحرب ستمتد لسنوات طويلة، سينشب خلالها معارك فرعية من نوع حروب الطاقة والأنابيب وحروب العقوبات المتبادلة وحروب المعلومات بالإضافة إلى حروب النفوذ والسيطرة حتى تنجو كل دولة بنفسها.
ويرى الكثير من المراقبين، أن أول المتضررين من تلك الحروب والمواجهات المستعرة هو الاتحاد الأوروبي، الذي يتوقع أن يلاقي مصيراً مشابهاً للاتحاد السوفياتي كما عبر رئيس وزراء هنغاريا.
وفي أيلول “سبتمبر” الماضي، دقت إيطاليا أول مسمار في نعش الاتحاد الأوروبي بانتخاب ائتلاف يميني متشدد بقيادة جيورجيا ميلوني، صاحبة السجل الطويل في انتقاد الاتحاد الأوروبي والمصرفيين الدوليين والمهاجرين، وأثار هذا التحول في السياسة الإيطالية القلق بشأن مصداقية الإيطاليين في التحالف الغربي، ميلوني التي تعلق صورة موسوليني في مكتبها، هي زعيمة الإخوان الإيطاليين الوطنيين، وهو حزب ينحدر من فلول الفاشية، وعلى الرغم من أنه الأقل شعبية في إيطاليا، إلا أن الشعب الإيطالي يراهن على أن هذه السيدة لتخليصه من الحرب، ومن المتوقع أن يكون لها فضل في خلافات كثيرة في الاتحاد الأوروبي، وفي انسحاب إيطاليا من دعم أوكرانيا، خاصة أن زميلها الذي أتى معها في التحالف وهو بيرلسكوني صديق بوتين الذي يتبادل معه الرسائل والهدايا.
ويؤكد الكثير من المحللين، أن بريطانيا التي رأت نفسها أكبر من الاتحاد الأوروبي، قررت الانسحاب منه، ولم تتوقع جائحة الكورونا وتداعياتها الاقتصادية تماماً كما لم تتوقع الحرب مع روسيا التي قضت على ما تبقى من الاقتصاد البريطاني، وبعد بوريس جونسون الذي أسقطه الشعب البريطاني من خلال نشر فضائحه، سقطت ليز تراس التي نجحت بزيادة التضخم والركود الاقتصادي بشكل لافت خلال 45 يوماً، ثم استقالت بعد أن خسر بنك إنكلترا 76 مليار جينية إسترليني، وعلى الرغم من التفاؤل الكبير بالرئيس العتيد ريتشي سوناك صاحب خطة الخروج من الاتحاد الأوروبي ومهندسها، إلا أنه ليس من المتوقع أن يفعل الكثير للاقتصاد البريطاني المدمر، يشار إلى أن ثمة مظاهرات في بريطانيا تدعو إلى العودة إلى الاتحاد الأوروبي.
وبحسب محللين، فأن الرئيس الفرنسي ماكرون هو الآخر يواجه موجة إضرابات واحتجاجات واسعة مع ظهور أزمة ارتفاع الأسعار والتضخم في الاقتصاد الفرنسي، ما اضطره في الفترة السابقة إلى إجبار العمال للعودة إلى العمل لتخفيف شح الوقود الناجم عن تحركهم، ناهيك عن المظاهرات التي ضج بها الشارع المحلي للمطالبة بإخراج فرنسا من الناتو والاتحاد الأوروبي.
فيما يرى مراقبون، بأنه سوف يتم استخدام تلك المظاهرات والموجات الاحتجاجية وتوظيفها سياسياً لإسقاط ماكرون الذي لا يملك أغلبية في البرلمان، وهو بدوره بدأ بالتذمر من الأميركيين الذين يبيعونه الغاز بأضعاف سعره داخل الولايات المتحدة، كما بدأ يتحدث عن فرص سلام في الحرب بين روسيا وأوكرانيا في مؤشر يدل على إنه يريد إنقاذ نفسه.
كما يؤكد المحللين، أن رئيسة وزراء مولدوفا تواجه ايضاً احتجاجات مناهضة استنكاراً على الزعماء الموالين للغرب، ولمطالبة رئيسة الوزراء الموالية للغرب مايا ساندو وحكوماته بالإستقالة، وهذه المظاهرات مستمرة منذ شهر أيلول الماضي بسبب التضخم وارتفاع أسعار الوقود، وعلى الرغم من محاولات الشرطة إخلاء المخيمات إلا أنه يتم نصب مخيمات أخرى، ولم تسلم ألمانيا التي تملك أكبر اقتصاد في أوروبا، والتي كانت تعتمد بشكل كبير على الغاز الطبيعي الرخيص من روسيا، من تداعيات وتأثيرات الصراع الدائر حالياً في أوروبا، ولم تستطع تقويض حالة التضخم المرتفع الذي تغذيه أسعار الغاز الطبيعي، حيث اضحت تعاني من التضخم وقوة تسعيرة المستهلك وهو ما يفرض تكاليف باهظة على الشركات، وعليه تخرج الاحتجاجات يومياً لوقف إرسال الإمدادات للجيش الأوكراني.
وبحسب المراقبين، فان ما ورد أعلاه قد حدث في فترة شهر واحد، ومن المتوقع أن تتسارع وتيرة إسقاط الرؤساء خلال الأشهر القليلة المقبلة، سيما والاتحاد الأوروبي لايزال على اصراره بالتعامل مع أوكرانيا كما لو أنها عضو فيه، تماما كما يتعامل الناتو معها، ويتعامل كلاهما مع هذه الحرب كما لو أنها حربهم بشكل مباشر، وأما تداعيات الضغوط الناجمة عن هذا التعامل فهي في الواقع انتحار ورسماً لخط النهاية.
نوفمبر 23, 2024
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 20, 2024