القمندان نيوز – بقلم: العميد / محمد صالح عبيد الداعري
من مهام المرحلة الحالية والمحددة في نضال أبناء الجنوب جاءت دعوة القيادة السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي للحوار مع كافة أطياف السياسة الجنوبية والشخصيات الاجتماعية وقوى المجتمع المدني،استشعارا من المسؤولية التي تقع على عاتق قيادة المجلس الانتقالي الأعلى لفتح حوار شامل في الداخل والخارج مع تلك القوى التي تؤمن بقضية الشعب مع تحرير واستعادة الدولة الجنوبية والاستقلال التام وغير المشروط لكامل تراب أرض الجنوب بحدودها قبل 22 مايو 1990 م ، وعلى هذا الأساس افتتحت لجنة الحوار الجنوبي اجتماعاتها بكافة أطيافها السياسية الجنوبية لتبدأ مرحلة حاسمة في نضال أبناء شعبنا الجنوبي ينطلق منها الجميع نحو بناء الدولة الجنوبية القادمة باعتبار أن الحوار هو السبيل الأفضل لتجاوز أزمات المراحل السابقة والتخلص منها قولاً وفعلاً ، في ظل مبدأ التصالح والتسامح ، والاستعداد لبناء دولة مدنية حديثة تضمن المواطنة المتساوية للجميع. ومن هنا ابتهج الجميع من أبناء الجنوب بهذا الحوار البناء الهادف إلى توحيد الجنوب والاستماع إلى العقل والمنطق بقلوب يغلب عليها التفاهم والتقارب لصالح قضية الشعب التي ضحوا من أجلها بخير أبنائهم. من أجل تلك المبادئ والأهداف النبيلة حتى يتمكن الجميع من الاستمتاع والسير على هذا الطريق حتى تحقيق هدف التحرير والاستقلال واستعادة دولة الجنوب بكامل السيادة. الحوار الجنوبي-الجنوبي هو نبذ الانقسام وكسر الصمت حتى يتحمل الجميع المسؤولية الوطنية والأخلاقية تجاه قضية الشعب الذي يراهن على هذا الحوار بتجاوز كل سلبيات الماضي والتقدم نحوه. بناء دولة جنوبية مستقلة بتضافر جهود وعقول وقلوب كل الناس على مختلف مستوياتهم. على طريق الحوار الجنوبي ، نحن جميعًا على ثقة تامة بأن المستقبل مليء ببوادر طيبة ، وعلينا أن نصغي إلى بعضنا البعض وألا نسمح للأعداء وأجهزة استخباراتهم بالوقوف ضد ما تم تحقيقه وما يتحقق لصالح قضية الشعب وفي هذه المرحلة الحساسة المليئة بالتغييرات السياسية والعسكرية لصالح قضية شعب الجنوب وقيادتهم السياسية ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي يجب أن نقف متحدين لتجاوز الماضي.وفاءا لدماء الشهداء والمناضلين .
و من قاعات الحوار الجنوبي يتضح أن الجميع على رأس المسؤولية الوطنية من خلال التعبير عن آرائهم وملاحظاتهم ومقترحاتهم ، والتي هي أساسًا للحفاظ على أمن مسار الدولة المستقبلي وبنائها بطريقة سليمة ، وفي هذا الاتجاه ، نهنئ شعبنا الجنوبي بقيادته السياسية على نجاح الحوار الجنوبي، لما من شأنه تنقية الأجواء لإرساء أرضية مشتركة يمكن للجميع من خلالها تحمل مسؤوليات بناء الدولة الجنوبية والحفاظ على كل المكاسب السياسية والعسكرية والاقتصادية التي تحققت لقضية الشعب.