يتزامن الاحتفال بالذكرى(59) لاندلاع ثورة التحرير ال(14)من اكتوبر هذا العام وشعب الجنوب يواصل مسيرة التحرير والانتصار لقضيته وتحقيق اهداف مشروعهم الوطني المتمثل باستعادة الوطن ، من ردفان كانت نقطة الانطلاق لشرارة الثورة الاولى ومنها تجدد عهد التحرير من الاحتلال الثاني ، نقطة الانطلاق تمثلت بخروج المارد الجنوبي الذي ابهر العالم بسلميته ، واستلهم الجنوبيون من تاريخ هذه المدينة البطلة معاني البطولة والتضحية والفداء فمثلت منصة ردفان رمزية تاريخية ووطنية يتذكر الجنوبيون تلك المجزرة التي اقدمت عليها قوات الاحتلال اليمني عشية الاحتفال بالذكرى 44 لاحياء ثورة اكتوبر في 13/ اكتوبر /2007م ، المجزرة الوحشية التي كانت بداية تحول كبير للثورة الجنوبية التي كان يراهن عليها نظام صنعاء بان جريمته تلك سيخمد بها عنفوان ثورة الشعب الجنوبي الذي كان يتجمهر منذ ما بعد نفس اليوم 13 اكتوبر الى ” منصة ردفان” وهي لحظات لن تغيب عن اذهان ممن كان متواجدا في الحدث ، بل ستغيب عن اذهان من لم يكن حاضراً او لم يعش او تمسه نار البارود او يشمه او يرى حجم الظلم والاجرام الذي خلفته تلك المجزرة قد يستصغرها ويقلل من شانها ويتجاوز ذلك التاريخ الذي مثل بداية مرعبة لقوى القهر والاستبداد والظلم والكهنوت والتخلف الزيدي ،لم تستطع السلطة الحاكمة وماتحمله من قوة انذاك من ان تخمد نار تلك الارادة والعنفوان الثوري، او ان تثني ابناء ردفان عن مسيرتهم وتنال من تاريخهم الذي يضرب بجذوره في اعماق الارض والى غابر الازمان ، ردفان تاريخ طويل زاخر بالمواقف والامجاد والبطولات تحملت الصعاب التي قد تعجز الجبال عن تحملها .
ستظل ثورة اكتوبر تعني لنا الكثير وترسم في اذهاننا بان هناك مدينة تدعى ردفان تجيد فهم ماذا تعني الثورة وكيف يتم الانتصار لها تعلمنا وابنائها يتوزعون في مختلف جبهات القتال بان ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة، وان الحرية تؤخذ ولا تنتزع، ولا تهدى ولا تعطى ابدا، وما تقدمه اليوم ردفان التي تمثل رمزية للثورة فانها تمثل فخرا واعتزاز للجنوب لما تقدمه يوميا من اجل التحرير وطرد المستعمر الغاصب..
الخميس القادم سنكون على الموعد في ردفان للمشاركة في الاحتفاء بالذكرى (59) لثورة اكتوبر ، لحيث وان الاحتفال بهذه المناسبة سيعني الكثير ويرسل رسائل عديدة لكافة الجهات ، وابرزها بداية تقييم لخط المسار الثوري وتجديد العهد والوفاء لمن اهدوا لهذا الوطن ارواحهم واننا على دربهم لسائرون فاما النصر واما اللحاق بهم..