القمندان نيوز – كتب/ صالح علي الدويل
قيل لتشرشل ان هيئة الاذاعة البريطانية تكذب فقال: لا؛ لكنها لاتنقل الحقيقة!!!!
ما يسمونه الاعلام الحر الموجه كهيئة الاذاعة البريطانية او الحدث او الجزيرة …الخ وان أظهر انه محايد ، فهو فرع مخابراتي اقليمي او دولي او موازي لفروعها في رسالته ووظيفته في استغلال وتوجيه وتوظيف الخبر ، والبرنامج ، والمقابلة …الخ فتبدو للمشاهد انها لا تكذب لكنها في الواقع لاتنقل حقيقة الحدث بل توظّف الحدث لاجندات تريدها!!
لابد من توثيق التاريخ لا توظيفه فيكفينا توظيفا للتلميع او التبرير او التشوية او حتى التاجير!! فلن ينكر اي حريص على الجنوب ان حقبة الحكم التي مرت فيه بحلوها ومرها بايجابياتها وسلبياتها القت بظلالها من ليلة الاستقلال عن بريطانيا وان اتخاذ سياق اليمننة نهجا وطنيا هو ما قلب سياقات الجنوب التي اتسمت تاريخيا بانقسامية سياسية لم يُحسَب حسابها الا بالشعارات الثورية وليس بمعادلات واقعية تستوعبها مركزيا ما جعل التجربة السياسية بسياقها اليمني الوافد على الجنوب المتواجد في المركز فقط الذي كان شريكا اساسيا في الحكم وامسك الملف الامني او بالاحرى “المطبخ الامني” وهو المطبخ الذي يخطط ويطبخ كل ما ينبغي ان يكون في اي بلد ، فخاضت التجربة مشاحنات واستبعادات وصراعات وحروب كلها على حساب السياق الجنوبي بالاستقواء بالسياق اليمني في الحكم فاضطرب السياق الجنوبي استبعادا وتهميشا ثم انفجر صراعا ودماء
إن كل جنوبي ينظر ل “13 يناير ” انها ذروة مأساة تتحملها قيادة الحزب الاشتراكي اليمني بايديولوجيتها واقصائيتها وشموليتها واجنحتها وخيارات السياقات التي ادخلتها ما جعلها تفشل في تكوين مركز حكم جنوبي مقبول ، فالسياق الوافد لايريده بل يعاديه فاستثمر بعض الانقسامية الجنوبية ضد بعضها بغض النظر عما حملت من شعارات
وعند تذكار 13 يناير فإن الرئيس السابق علي ناصر محمد يتحمل المسؤولية الكبرى فهو حينها الأمين العام للحزب ورئيس الدولة
ان الزمن بلسم الى حد ما جروحها التي اصابت القطاع الاوسع من طرفي الصراع الذي رمت بهم انانية طرفيه السلطويين في اتونها وان استذكارها نخبويا خاصة من الفاعلين الرئيسيين فيها الان ليس للتاريخ ولا حتى للعظة ولن يحيي قتلاها فالاستفادة ليست في الاستعراض الاعلامي الموجه الذي يثير الشكوك وقتا وموضوعا وتوظيفا فهي الان تجربة دروس وعبر حتى لا تتكرر مأساة مثلها في المستقبل
ان مراحل الجنوب مليئة بالعقد شانها شان كثير من دول العالم الثالث التي نالت الاستقلال وشهدت صراعات سلطوية وكثير من السياسيين لم ينشروا حتى مذكراتهم ليس لانهم لايملكون ما يقولونه او يقيّمون به تلك المراحل افرادا وشعارات واجندات وعلاقات ؛بل؛ لمعرفتهم ان الذي سيستفيد مما يقولونه ويكتبونه جهات اقليمية ويمنية ستجعله مادة اعلامية وامنية ضد الجنوب
الذي عرفه العالم انه في الاسبوع الاول لوصول الرئيس السابق علي ناصر محمد هاربا الى صنعاء روى لمجلة “الشراع” كيف انفجرت الاحداث صبيحة 13 يناير 86 وقال : انه حين وصل مقر المكتب السياسي انهال عليه اطلاق النار الكثيف واصيب في يده!!! وان ولده “جمال” قتل امام ناظريه!!!!!
وظهر ان علي ناصر غادر عدن في الصباح الباكر من ذلك اليوم قبل موعد الجلسة بساعات وان ابنه جمال لجا للسفارة الاثيوبية بعد سماعه خبر التصفيات في المكتب السياسي ثم اخرجته السفارة حيا يُرزق بعد اشهر من الاحداث
ماذا سيقول علي ناصر عن بدء شراراة 13 يناير : هل ستظل نفس الرواية التي قالها لمجلة الشراع ام انه سيروي رواية جديدة!