الثلاثاء , 11 نوفمبر 2025

كتب ـ خلدون البرحي
الذكرى الـ 62 لثورة الـ14 من اكتوبر 1963 محطة تأريخية ملهمة لشعب الجنوب، يستمد منها العبر والملاحم الخالدة والبطولات الشجاعة، التي اجترحها الثوار على طريق التحرر والانعتاق من الاستعمار البريطاني بعد احتلال دام قرناً ورُبع من الزمن.
الاحتفاء بذكرى ثورة اكتوبر في الجنوب بشكل عام وفي فعاليتيه المركزيتين بمحافظتي حضرموت والضالع، إنما يعمق من مكانة ودلالات تلك المناسبة في قلوب ابناء الجنوب قاطبة، ويرسم معالم الوفاء، ويوطد وشائج اللحمة الجنوبية التي اضحت اليوم في ابها حللها. وقد تجذرت اوصر اللُحمة بلم الشمل الجنوبي الجنوبي بالانطلاق من إعلان عدن التأريخي في الـ 4 من مايو عام 2017 وما تلاه من مراحل كان للرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الفضل بعد الله تعالى في توحيد الصف وجمع الكلمة.
مناسبة الـ14 من اكتوبر جاءت في ظل اوضاع معيشية صعبة يعيشها شعب الجنوب، وهي عبارة عن ازمات مفتعلة يُراد منها النيل من كرامة وكبرياء شعب الجنوب، إلا ان تلك الاوضاع لم تثنينا من التعبير عن وطنيتنا العظيمة، بما تحتله الذكرى من مكانة عالية وغالية في وجداننا كثورة ولد من فوهات بنادق ثوارها دولة الجنوب الفتية، والقوية والمتطورة، والمتقدمة، والمتحضرة على مستوى الوطن العربي. وقد تفردت بسندها العروبي للاشقاء العرب في اسياء وافريقيا. وكان لها الحضور المتميز والاستثنائي عربياً واقليمياً ودولياً.
في الجنوب نعيش اليوم مرحلة كفاح اخرى ومغايرة عن سابقتها بشواهد مختلفة، تلك الشواهد يعمق صعوبتها واقع اليوم المتُشظي للعالم وسياساته المتداخلة، والمتشابكة. مع خضم امواج تلك السياسات العالمية المتلاطمة يمضي الرئيس عيدروس الزُبيدي الممثل الشرعي والمخول الاوحد لجميع ابناء الجنوب بحمل ملف القضية في طريق رسم معالم الاستقلال الثاني، والذي بدأت بشائره تلوح في الافق. بعد تجاوز عثرات الماضي وتطويع مقتضيات الحاضر لنجاحتنا المستقبلية، بالعيش في ظِلال دولة جنوبية يسودها الوئام والإخاء. تضمن للجميع العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات، وتحقق لمواطنيها تطلعاتهم بالعيش الكريم المقيم.
في حضرموت وفي الضالع هناك واصلنا وفائنا لثورة اكتوبر المجيدة، واعلنا للقاصي والداني اننا ماضون في طريق استعادة جنوبنا مهما كانت الاثمان التي سندفعها، وعلونا باصواتنا لنسمع بكلماتنا “من به صممُ”. اننا شعب لا يموت. ولن تفرقه المشاريع الضيقة والصغيرة. وأن قضيتنا اكبر واعظم من تلك المشاريع. صامدون وماضون خلف قيادتنا حتى تحقيق الاستقلال المبين الذي “نراه قريباً ويرونه بعيداً”.
نوفمبر 11, 2025
نوفمبر 7, 2025
نوفمبر 6, 2025
نوفمبر 4, 2025