من بين كل التحولات التي عشناها في مدينتنا الحبية عدن منذ تحريرها من مليشيات الحوثي، لم أشعر بالامتنان كما شعرت تجاه قوات الحزام الأمني. هؤلاء الرجال لم يأتوا إلينا نازحلين ، بل جاءوا إلينا بأجسادهم، بأرواحهم، بدمائهم التي خضّبت شوارعنا وهم يذودون عنا الإرهاب، والبلطجة، والموت المتربص.
من يهاجم ويتجنى الحزام الأمني وقيادته، إنما يتطاول على ذاكرة مدينة بأكملها، على شهدائنا، على لحظات كنا فيها على شفير الهلاك فأنقذونا.
عدن لم تنسَ، ولن تنسى، أن الحزام الأمني كان جدارها الأول في معركة لم تكن متكافئة. معركة ضد إرهاب مدعوم من غرف عمليات الحوثيين والإخوان، معركة أرادوا من خلالها أن تكون عدن ساحة موت، وأن نكون نحن الضحايا، وأن يُستهدف الجنوب قضيةً ووطناً وثورة وهوية.
أنا ابن المنصورة، لم أكن في الميدان، لكنني كنت شاهداً على الفارق بين أمس كنا فيه على قوائم الاغتيال، ومفخخات تمزق الأجساد، وحاضرٍ تنعم فيه المدينة بالأمن والاستقرار. رأيت كيف كانت عناصر القاعدة وداعش تقتحم المدارس وكليات جامعة عدن و تجوب الشوارع بأسلحتها المتطورة، من صواريخ حرارية وكورنيت، لكنني رأيتهم أيضاً يفرّون مذعورين أمام دورية من أفراد الحزام الأمني لا يحملون سوى سلاحهم الشخصي وإيمانهم بعدالة قضيتهم.
إن هذه الشهادة لا تُكتب بدافع الولاء الأعمى، بل بدافع الوفاء والحق. من واجبنا نحن أبناء عدن أن نحمي ذاكرتنا من التشويه، وأن نقف في وجه كل منشور مغرض يستهدف أمننا واستقرارنا من خلال ضرب رموزه.
فالعميد جلال الربيعي، الذي لا أعرفه شخصياً، عرفته من خلال الاعداء : الإعلام الحوثي والإخواني والقاعدي، ومن خلال إنجازاته على الأرض؛ تفكيك خلايا الإرهاب، محاربة المخدرات، التصدي للمافيات والعصابات، وإعادة هيبة الدولة.
لهذا، فإن كل قلم او يخوض بوعي وبغير وعي في حملات التشويه هذه، بقصد أو دون قصد، إنما يخدم أجندات معادية لعدن وأمنها. من هنا، فإننا مدعوون جميعاً للرد، كلٌ من موقعه، بحروف الوفاء وشهادات الحقيقة، وفاءً لمن دفعوا أرواحهم ليبقى الوطن الجنوب . ندعوا اخواننا في يافع وهم قدوتنا في النضال والتضحية نقول لهم : كونوا كما عهدناكم اهل حكمة فالعدوا ان استهدف الحكمة فيكم واصابها فإن مصابنا سيكون مؤلم وللاعداء بذلك مسرات وافراح .