جامعة لحج: بين إعادة هيكلة كلياتها واستشراف آفاق مستقبل يلبي الطموح..
أ. مشارك.د. أمين العلياني
أعلنت رئاسة جامعة لحج الفتية قبل أيام من أن هناك ورشة عمل علمية ستنطلق أعمالها في شهر سبتمبر القادم من هذا العام هادفة إلى إعادة النظر في هياكل كلياتها الحالية من جهة وتأسيس مداميك كليات نوعية جديدة تستشرف آفاق المستقبل وتكون مواكبة لمتغيرات العصر الحديث بهدف تحقيق التنمية التي يحتاجها سوق العمل من جهة أخرى.
فعلاً، إن رسم خارطة طريق جديدة تنبثق من رسالة جامعة لجج وأهدافها تمثل باردة أمل مضيئة، وحاجة مهمة وضرورة فعلية تحسب لقيادة جامعتنا الفتية لتخرج الكليات الحالية من حالة الركود العلمي والأداء التقليدي المتبع منذ عقود من الزمن، وتحل من أزمة وتراجع طاقاتها الاستيعابية التي باتت أقسامها معرضة للانقراض، لأسباب كثيرة منها عدم مواكبة مخرجاتها لحاجة سوق العمل، وتكدس بطالة مخرجاتها وعدم تحديث برامج جديدة تناسب تطورات الأوضاع الحالية وتلبي طموح الجامعة في تحقيق رؤيتها ورسالتها وأهدافها المرسومة في تحقيق المعرفة وخدمة المجتمع ومتطلباته .
.
إن الرؤية العلمية التي أشرقت بها قيادة جامعة لحج الفتية من خلال تبنيها إلى إقامة ورشة عمل علمية في شهر سبتمبر القادم، يكون الهدف منها هو تقييم كلياتها الحالية وإعادة هيكلتها على وفق معايير علمية مبنية على دراسات تنطلق من فلسفة الحالة التي يتطلبها سوق العمل والقضاء على البطالة، وفتح آفاق جديدة أمام فئة الشباب الطامحة إلى المعرفة لهي نابعة من رؤية عميقة وسياسة ثاقبة وضرورة معرفية تحقق متطلبات الحياة وتبني الفرد بناء علميا كافياً، ليحسن من أدائه ويطور من خبراته بحيث يسهم من خلالها في خدمة المجتمع والتعليم في بلده.
وما بحسب لقيادة جامعة لحج من أنها تقيم هذه الورشة رغم موازنتها الشحيحة في ظروف تعيشها البلاد التي ما عرفت الاستقرار النسبي على مراحلها التاريخية سواء أكان بفعل الحروب ام بفعل ضعف مواردها المالية التي انعكست سلبا على منظومة التعليم لا سيما في مستوياته الدنيا، وعدم رصد موازنة كبيرة للتعليم بصورة عامة تواجه التحديات، وتواكب التطور العلمي المتسارع مع الاهتمام بالمؤسسات التعليمية وتحسين ظروف المعلم وتطويره . كما أن لو رفدت الدولة التعليم العالي عبر الجامعات بالموزانات الكافية كان بإمكان مؤسساتها عبر كوادرها المتخصصين أن ترفد الدولة بالرؤية العامة والخبرات العالية التي ترسم السياسات التطويرية من خلال دراساتهم العلمية التخصصية التي تشخص أماكن الخلل في منظومة التعليم وتقيم من أداء برامجه وتحديث مناهجه التعليمية وتقلص من التحديات التي تواجهه بكل مراحله ومستوياته.
لكن نحن على ثقة بعزيمة قيادة جامعة لحج وعلمائها المتخصصين من أنهم سوف يخرجون برؤية واضحة تكون بمثابة خارطة طريقة جديدة ودليل وثائقي تسير على وفقه الجامعة في مراحلها القادمة وتأسس على وفقه مداميك لكليات جديدة ونوعية تستشرف آفاق المستقبل وتحقق الحلم الكبير الذي يتواكب مع ما يشهده العالم من تطورات علمية وتكون ملبية لحاجات المجتمع ومتطلباته وخلق فرص عمل للأجيال القادمة بإذن الله.