الإثنين , 8 ديسمبر 2025
السبت 24 مايو 2025م
كتبه د. عبدالمجيب حسين مثنى
….
في بادئ ذي بدء، دعوني أعبر عن إعجابي بالحكمة العظيمة والعميقة التي لخصها الشاعر أبو تمام في بيتين من الشعر، حين قال:
وإذا أرادَ اللهُ نشرَ فضيلةٍ
طُويتْ، أتاحَ لها لسانَ حسودِ
لولا اشتعالُ النارِ فيما جاورتْ
ما كانَ يعرفُ طيبُ عرفِ العودِ
الأستاذ الدكتور عبدالفتاح قاسم ناصر الشعيبي، هو صاحب الشخصية العلمية والعملية والإدارية والأكاديمية المعروفة، التي تحظى باحترام الجميع، والمشبعة بالأصالة القيمية ومكارم الأخلاق، وهي صفات لا يختلف عنها اثنان حين يعرج بهما الحديث لذكر هذا الرجل.
إنه العميد السابق لكلية صبر، الذي أقيل في مطلع الأسبوع الماضي بصورة غريبة وعجيبة، عدها كثيرون في الوسط الأكاديمي بأنها استفزازية، لا تخلو من الانتقام من قبل رئاسة جامعة لحج، بعد مدة أقل من عامين منذ تعيينه عميدا لكلية صبر، وتحديدا منذ 13 يونيو 2023م – 17 مايو 2025م.
فحينما تم تعيينه عميدًا، استبشر جميع منتسبي كلية صبر بقدومه، لأنهم رأوا فيه أنه يمتلك أكثر من غيره من مقومات النجاح لقيادة الكلية، ولقد كان كذلك بالفعل، إذ أخذت لمساته النهضوية تظهر على واقع الكلية منذ الأسبوع الأول لتوليه العمادة.
وخلال هذه المدة رأيناه يعمل نهارا، بل ولا حتى يستكين من العمل ليلا داخل مساحة الكلية، ورأيناه يواصل العمل بين أيام الدوام وأيام العطل والإجازات، دون تردد أو ملل أو انقطاع.
إنه العميد الذي ينهض من منامه بعد منتصف الليل، حينما تشتغل الكهرباء، ويذهب إلى الكلية لتشغيل البئر، وسقي الأشجار والأعشاب، ويتولى هو بنفسه عملية السقي، حتى موعد انطفاء الكهرباء.
فحينما يأخذنا الحديث عن عمادة الدكتور الشعيبي، فإن هذا يعني أن الحديث سيكون بالضرورة عن إداري من المقام الرفيع، فرض احترامه وحبه على الجميع، ونذر وقته للعمل لصالح الكلية، لأن روحه تشربت بحب الكلية منذ أن كان فيها طالب دبلوم، ثم طالب بكلاريوس، ثم معيد، ثم أستاذ، ثم نائب عميد، إلى أن صار عميدا، ولهذا فقد أودع الكلية في عمق قلبه، وحطها وسط حدقات عينيه، واشتغل لأجلها بكل جوارحه، وكان الجميع يرى فيه أنه العميد المفقود، الذي ظلت كلية صبر تبحث عنه بشغف، حتى وجدته بعون الله.
كنتُ أرافقه أحيانا في أثناء خروجه لإنجاز بعض مهماته، وكنت أشعر بفخر واعتزاز لا يوصف، وسعادة كبيرة لا حدود لها، حينما أسمع نواب رئيس جامعة لحج ينادونه ب(عميد العمداء).
لقد كان موضع إجماع في مجلس جامعة لحج، على أنه استطاع أن يقيم الكلية ويبعث فيها الحياة، بعد أن وصلت خلال سنوات أو عقود مضت إلى حال يرثى لها، كما أن هناك إجماعا لدى منتسبي كلية صبر على أنه الرجل الأنسب لقيادة الكلية، ويتفقون مجمعين على منجزاته التي تحققت، وأضحت ماثلة للعيان، لا ينكرها إلا جاحد.
وهنا لا بد من سرد بعض تلك المآثر الطيبة وبصمات النهضة والبناء، التي تحققت لكلية صبر في أثناء مدة عمادته، التي لم تبلغ العامين من عمرها:
وإذا أرادَ اللهُ نشرَ فضيلةٍ
طُويتْ، أتاحَ لها لسانَ حسودِ
لولا اشتعالُ النارِ فيما جاورتْ
ما كانَ يعرفُ طيبُ عرفِ العودِ

ديسمبر 8, 2025
ديسمبر 8, 2025
ديسمبر 6, 2025
ديسمبر 6, 2025