من يظن لوهلة أنه قادر على أن يقرّر مصير حضرموت نيابة عن أبنائها، فهو واهم، لا يدرك عمق الانتماء ولا يفقه معنى الكرامة والسيادة. حضرموت لم تكن يوماً سلعة في مزاد السياسة، ولن تكون رقماً في معادلة الصفقات المشبوهة. هي ليست ورقة تفاوض تُرمى على طاولة المساومات، بل روح الجنوب، ودرّته النادرة، وعنوان هويته الصلبة.
حضرموت ليست مجرد جغرافيا، بل تاريخ يتدفق في عروق الجنوب، وهوية راسخة لا يمكن اقتلاعها بمحاولات التضليل ولا بمؤامرات غرف الظلام. من يراهن على تمزيق النسيج الجنوبي عبر حضرموت، فإنه يخسر الرهان قبل أن يبدأ. فأبناء حضرموت يدركون تماماً من هم، وأين موقعهم في خارطة الجنوب الحر.
التسلق على أوجاع الشعوب ومحاولة استغلالها لتحقيق مكاسب سياسية آنية، هي أساليب بالية، لن تمر في حضرموت. هذه الأرض الشامخة ترفض الوصاية كما ترفض الذل، وتعرف كيف تنتزع حقوقها بصوت العقل حيناً، وبموقف الصلابة حيناً آخر.
نقولها بوضوح لا لبس فيه: حضرموت جنوبية الهوى والهوية، وستبقى كذلك، شاء من شاء وأبى من أبى. وأي مساس بوحدتها مع الجنوب هو مساس بإرادة شعب كامل، واختبار لصبر لم يعد بلا نهاية.
دعوا حضرموت لأهلها، فهم أعرف بها وبمصلحتها، وهم الأقدر على تحديد موقعها في المستقبل، وسيكتبون هذا المستقبل بدمهم وكرامتهم، لا بأقلام المرتزقة أو صفقات الطامعين.