الجمعة , 21 مارس 2025
مع تكثيف واشنطن لعملياتها العسكرية ضد قادة الحوثيين في اليمن، يحذر خبراء من تنامي التعاون بين الحوثيين وحركة “الشباب” الإرهابية.
ففي يونيو/حزيران الماضي، كشفت الاستخبارات الأمريكية عن مناقشات بين الحوثيين في اليمن ومسلحي حركة “الشباب” الصومالية المرتبطة بتنظيم القاعدة، مما يشير – بحسب صحيفة “ذا أفريكا ريبورت” إلى تزايد التهديدات لاستقرار شرق أفريقيا.
وذكر تقرير للأمم المتحدة صدر في فبراير/شباط الماضي، واطلعت “العين الإخبارية” على نسخة منه، أن مليشيات الحوثي في اليمن سلّمت حركة الشباب أسلحة استخدمت لاحقا في هجمات على بعثة الاتحاد الأفريقي.
وكشف التقرير عن اجتماعين عُقدا بين الحوثيين وحركة الشباب، في الصومال، في يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول الماضيين.
وقال التقرير إن ممثلي حركة الشباب طلبوا خلال الاجتماع من الحوثيين أسلحة متطورة وتدريبا.
وفي المقابل، كلف الحوثيون حركة الشباب بزيادة أنشطة القرصنة داخل خليج عدن وقبالة سواحل الصومال، واستهداف سفن الشحن وتعطيل حركة الملاحة، وكذلك تحصيل الفدية من السفن التي يستولون عليها.
علاقة مريبة
وتؤكد الغارات الجوية الأمريكية الأخيرة ضد الحوثيين المخاوف بشأن العلاقة المتنامية بين الجماعة وحركة الشباب.
ويحذر محللون في مؤسسة كارنيغي من أن هذه الشراكة تهدف إلى “تعزيز وتنويع سلاسل التوريد، وتأمين الأسلحة المتقدمة، وتعزيز المكانة المحلية، وتوسيع الخيارات الاستراتيجية” للحوثيين وحليفهم الرئيسي إيران، مما قد يؤدي إلى إعادة تشكيل الأمن البحري في خليج عدن ومضيق باب المندب لصالحهم.
في حين يعتقد آخرون أن التحالف قد يسمح للحوثيين بتصعيد هجماتهم على السفن التجارية والعسكرية العاملة في البحر الأحمر.
يقول عمر محمود، المحلل البارز لشؤون شرق أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، لموقع “ذا أفريكا ريبورت” إن اليمن غالبا ما يكون سوق الأسلحة للصومال”.
ويضيف أن هذا التعاون قد “يهدف إلى إقامة علاقة تجارية أكثر مباشرة، مما يُسهل نقل أنواع جديدة من الأسلحة إلى حركة الشباب”.
متحدون في العداء لأمريكا وإسرائيل
يشير المحلل الأمني ليام كار إلى أن “الحوثيين وحركة الشباب ليسا شريكين محتملين نظرا للاختلافات الطائفية الصارخة وتباين الأهداف العسكرية، مما يحصر التعاون الهادف في المقام الأول في شبكات تهريب الأسلحة الإقليمية”.
مع ذلك، يرى كار أن كلا الجماعتين تربطهما صلات من خلال شبكات ما يسمى “محور المقاومة” وتنظيم القاعدة، “مما يسمح بالتعاون الانتهازي المدفوع بمصالح مشتركة معادية لأمريكا”.
وعلى الرغم من الاختلافات الأيديولوجية والإقليمية، يتفق الخبراء على أن العداء للولايات المتحدة وإسرائيل يوحد الحوثيين وحركة الشباب.
وفي هذا الصدد، كتب المحلل صخري محمد: “لفهم علاقة حركة الشباب بالحوثيين، من الضروري النظر في العلاقات الأوسع بين الحوثيين والقاعدة ودور إيران في تعزيز التقارب الأخير بينهما”.
يُجادل محمد بأن فرع تنظيم القاعدة في اليمن، المعروف باسم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، قد أصبح أقوى فروع التنظيم في المنطقة، مما يُعزز حوافز التعاون القائمة على الاعتماد المتبادل بدلاً من التحالفات الأيديولوجية التقليدية.
ويطرح افتراضين محتملين بشأن دور إيران، الأول هو: “اهتمام طهران المباشر ومشاركتها النشطة في تعزيز العلاقات مع حركة الشباب، مما يُسهل بشكل غير مباشر التعاون بين الحركة والحوثيين”.
شبكات التهريب
ويعتقد كار إلى أن الروابط غير المباشرة بين الحوثيين وحركة الشباب قائمة من خلال شبكات تهريب الأسلحة الإقليمية.
ويُشير إلى أن حركة الشباب “تمتلك بالفعل أسلحة صغيرة إيرانية كانت مُوجهة في الأصل إلى الحوثيين، وتتشارك في اتصالات ضمن طرق التهريب في خليج عدن”.
ويؤكد تقرير صادر عن المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية (GITOC) أن “بعض أسلحة حركة الشباب وصلت مباشرةً من شحنات إيرانية مُوجهة إلى الحوثيين في اليمن”.
ويُحدد التقرير مسؤولا حوثيا واحدا على الأقل مرتبطا مباشرة بمهرب صومالي سبق أن سلّح فرعا تابعا لداعش ينشط إلى جانب حركة الشباب في شمال الصومال.
ما علاقة إيران؟
وتشير المعلومات الاستخبارية إلى أن “إيران تدعم حركة الشباب ماليا وعسكريا، مدفوعة بأهداف مُشتركة معادية للغرب”.
ووفق الموقع، “زوّدت طهران الحركة بعبوات ناسفة بدائية الصنع وقذائف هاون ومواد كيميائية تُستخدم في صنع القنابل”.
وفي تقرير سابق لها طالعته “العين الإخبارية”، كشفت مجلة “فورين بوليسي” عن “علاقات سرية أقامتها إيران مع حركة الشباب”.
ووفقا لما نقلته المجلة عن مسؤولين حكوميين وأمنيين صوماليين كبار مطلعين على المعلومات الاستخباراتية ومطلعين على الأمر، يقال إن طهران “تستخدم حركة الشباب لمهاجمة الجيش الأمريكي وقوات أجنبية أخرى في الصومال والمنطقة”.
مارس 20, 2025
مارس 20, 2025
مارس 20, 2025
مارس 20, 2025