كتب/ ياسمين الزُبيدي
مايقارب الثلاثة عقود والجنوب أرض وإنسان يعيش تحت وطأة حرب ضروس استباحت أرضه ودماء أبنائه مرتكبة أبشع جرائم التصفيات الجسدية لقياداته السياسية المجربة وكوادره العسكرية ولم تُستثنى كوادره المدنية ومفكريه ومثقفيه من تلك الجرائم الوحشية التي اغتالت أبناء الجنوب المؤثرين وارتكبت المجازر ضد أطفاله وشيوخه ونسائه وأنهت معالم الدولة الجنوبية ولكن وبالرغم من سياسة الإذلال والترهيب والإخضاع الذي مارسها نظام صنعاء على الجنوبيين إلا إن كل ذلك لم يكسر روح الأنفة والكبرياء بداخلهم وظهر ذلك جلياً عندما أطلقوا أطول ثورة سلمية في العالم في ٧من يوليو ٢٠٠٧م والتي بدورها علمت العالم أجمع دروس في عظمة مواجهة الأله القمعية والسلاح الفتاك بصدور عارية وسواعد وأكف لاتملك إلا التلويح بأصابع الأيمان وأصوات الحناجر الحرة مرددة هتافات العزة والكرامة فكانت قوات الإحتلال تواجها بتوجيه فوهات المصفحات والرصاص الحي إلى صدور تلك السيول البشرية التي حضرت بالملايين من كل بقاع الجنوب.
واليوم وبعد أن أصبحنا شركاء مع دول التحالف العربي في وحدة المصير والدفاع عن حياض الجزيرة والخليج وتأمين الملاحة البحرية وأختلطت الدماء بالدماء وأثبت أبناء الجنوب بقيادة القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي أنهم حيثما وجدوا تحقق النصر لأنهم الصادقون الوافيون للعهد الأشده الأقوياء بيقين الإيمان والحق المؤيدون بالنصر بإذن رب العزة.
عندما ننظر لجميع المراحل التي مر بها الجنوب منذ الوحدة المشؤومة وحتى يومنا هذا نرى أن المجلس الانتقالي بقيادة الزبيدي قد حقق مكاسب كنا بالأمس القريب نعتبرها حلم صعب المنال واليوم قد أصبحت واقعاً ملموساً على الأرض إن وجود الانتقالي بكافة هيئآته المؤسسية يعتبر حكومة تشارك حكومة الشرعية في إدارة شؤون الجنوب العسكرية والمدنية ولو بالحد الأدنى وهذا يعتبر إنجاز عظيم يعطينا الفرصة في إعادة التوازن ومعالجة الإختلالات والفساد في مفاصل الدولة وتوفير الإحتياجات الخدمية للمواطن وبناء المؤسسات.
نتمنى أن يعي أبناء الجنوب ممن هم في المكونات السياسية والأحزاب أهمية ضرورة تواجدهم وإنخراطهم في الحوار الجنوبي الجنوبي الذي دعا إليه الرئيس الزبيدي وتقديم التنازلات كلاً من مكانه للخروج بحل توافقي يفضي بتشكيل وفد جنوبي موحد يمثل القضية الجنوبية في مباحثات إنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن والتي ستعقد تحت مظلة دولية ونعلم يقيناً إن أبناء الجنوب لن يكونوا إلا صفاً وحداً وكلمة واحدة من أجل التغلب على كل الصعاب والتحديات لتحقيق الهدف الذي قدم الجنوب من أجله دماء عشرات الألاف من الشهداء والجرحى