الإثنين , 10 مارس 2025
د. أمين صالح العلياني
تشكل مخاطر الالتفاف على قضية شعب الجنوب التي يمثلها المجلس الانتقالي الجنوبي تهديدًا جديًّا ليس فقط على شعب الجنوب، بل أيضًا على جهود الاستقرار الإقليمي والدولي في المنطقة بأكملها.
وتُعد قضية شعب الجنوب قضية سياسية مركزية في مسار الحرب في البلاد جنوبًا وشمالًا، وأي محاولة لتهميشها أو الالتفاف عليها قد تؤدي إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية والإنسانية، وتعميق الانقسامات بين الأطراف ومزيدًا من الحروب واستمرار دوامة العنف ليس على مستوى المساحة المحلية للجنوب، بل يؤثر على أمن المنطقة العربية والمجتمع الدولي.
والمتأمل في التحديات الماثلة على مشهد الحرب في البلاد جنوبًا وشمالًا يرى المخاطر الرئيسة المرتبطة بمحاولات الالتفاف على قضية شعب الجنوب التي يمثلها ويعبر عن تطلعاتها المجلس الانتقالي الجنوبي، محاولة قوى الشمال خلق أزمة اقتصادية حادة وإفشال جهود التنمية وتحسين الأوضاع واستقرارها، وهذه المخاطر تتراءى من خلال :
1.تفاقم الصراع وزيادة العنف؛ فأي محاولة لتجاهل حقوق الشعب في الجنوب سياسيًّا وأمنيًا وتحسين الظروف الاقتصادية من دون حسم النوايا الإقليمية والدولية وإجبار قوى الشمال بقبول هذا الحق تجاه قضية شعب الجنوب السياسية التي هي مفتاح الحل وانهاء الحرب قد تؤدي إلى تفاقم حدة الصراع، واشتداد قوته، وزيادة موجات العنف، واستمرار الحرب على المدى البعيد، كما أشار الزعيم القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في المحافل الدولية، وعلى هامش المنتديات الاقتصادية العالمية من أن الحل في البلاد جنوبًا وشمالًا لا يبدأ وينتهي إلا بحل الدولتين في اليمن، وإعادة الأوضاع إلى ما قبل حدود عام 1990م كخارطة طريق سياسية واضحة حتى أن وجد تحسين للوضع الاقتصادي الحالي للسكان في محافظات الجنوب المحررة،ذ فهو ليس حلًا جذريًّا يعبر عن إنهاء الاحتلال والهيمنة الشمالية لشعب الجنوب واحتلال جغرافيته وثرواته عن ما يقارب ثلاثين عامًا، بل إن استمرار المماطلة بجل قضية شعب الجنوب مع هذا الفشل الحكومي في إدارة الملف الاقتصادي قد يؤدي إلى مزيد من الإحباط، والغضب بين أبناء الشعب في الجنوب، مما يزيد من احتمالية اندلاع العنف، والفوضى، وتقويض جهود الأمن في الإقليم والمنطقة.
الخلاصة:
إن الالتفاف على قضية شعب الجنوب وجهود المجلس الانتقالي الجنوبي الممثل الشرعي لها قد يؤثر سلبًا على العلاقات بين الدول العربية والدول الغربية في الرباعية الدولية، خاصة إذا تم اعتماد سياسات تدعم الحوثي الإيراني، وقوى الشمال المتخادمة معه أو تتجاهل حقوق شعب الجنوب السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، فإن أي سياسة تقوم على اجبار شعب الجنوب في التراجع عن حقوقه السياسية والثروة والجغرافيا والعيش الآمن والكريم ستواجه رفضًا واسعًا من المجتمع في الجنوب وقاعدته الشعبية الجماهيرية.
كما أن مخاطر الالتفاف على قضية شعب الجنوب وممثلها المجلس الانتقالي الجنوبي لا تقتصر على قضية الشعب في الجنوب فحسب، بل تمتد لتشمل تقويض الاستقرار الإقليمي والدولي.
كما أن أي حل دائم للصراع بين الشمال والجنوب يجب أن يعالج جذور الصراع، بما في ذلك إنهاء الوحدة المفروضة بالحروب، وضمان حقوق شعب الجنوب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية والحق الناجز في تقرير المصير، وإقامة دولة جنوبية فيدرالية مستقلة. واي تجاهل لهذه الحقوق لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمات، وتعميق الانقسامات، مما يهدد السلام والأمن في المنطقة والعالم.
مارس 9, 2025
مارس 9, 2025
مارس 9, 2025
مارس 9, 2025