هناك على قارعة الفراق تولد لحظات الوجع المتشظي، وخزات الذكريات المؤلمة كوخز اشواك اللبلاب، ملامح انهيار وجداني، كل ما حولك عرض لماض رسم ملامح الفرح، وقد بقي كالملح المرشوش على الجراح المفتوحة، الاماكن والاشجار والطرقات، هي جزء من قصة تجاوز وصفها الخيال تحولت الى مشارط جراحة تعيث في قلبك الماً مضاعف، وتؤلب مشاعرك واحاسيسك، لتدفع دموعك المشتعلة الى شق طريقها على وجنتيك، هدواء الليل وحش اخر من الوجع، يتربص بك في انتظار لحظات الانقضاض، لغرس اظافره في صدرك، ونهش ما تبقى بك من روح مثقلة باوجاع الفراق، محاولات النسيان وغض البصر او التجاهل محاولات يائسة تسعى بها الى لملمت بعضك، اغماض عينيك للنوم بحثاً عن الهروب من شتات الذكريات، هو اندفاع الى هاوية الاحلام البريئة المتدثرة برداء الالم والحسرة ممن ترتسم ملامحه الضبابية في تقلباتك، إبتساماته وحركاته وسكناته التي امضيت سنوات عديدة تتنفسها، لم تكُ سوى اضغاث حقيقة، شيدت لتكون قلعة من رمال تتهاوى امام اول موجة اختبار، حتى الاستماع الى انغام الموسيقى التي تشاركتها يوماً بسعادة باتت الان سم زعاف يتسلل من أوذنيك وينتشر في اوردتك وشرايينك ليعصر قلبك المكلوم بخيبة لم تتوقعها يوماً رغم الوعود والعهود التي قطعتمها معاً في لحظات الانتشاء. عالم من الفراغ تركه في جوانحك ومساحات صحراوية تتمدد في مخيلتك، وافق متسع لا يكاد ينتهي امام عينيك المتغرغرة بدموع الشوق والحنين المظنون لمن افلت يديك في غفلة من الزمن ورحل الى حياة اخرى كان في حديثه معك لا يكاد يستصيغها او كما قال وقتها.