الأحد , 22 ديسمبر 2024
عبداللاه سميح
كثّفت ميليشيا الحوثي من انتشار قواتها العسكرية والأمنية في محيط ميادين التجمعات والمناطق العسكرية الحساسة من العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرتها، تحسباً لمواجهة أي تحركات شعبية مناهضة.
يأتي ذلك بالتزامن مع المستجدات في المنطقة، بما في ذلك سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
وإلى جوار الاستعدادات العسكرية الواسعة التي يجريها الحوثيون منذ أسابيع في محافظة الحديدة الساحلية المشرفة على مياه البحر الأحمر، عيّنت الميليشيا السبت الماضي، قيادياً عسكرياً من عناصرها، محافظاً جديداً للحديدة، بعد أيام من تغيرات أمنية واسعة.
وبدأ الحوثيون في الترويج لاستراتيجية “التوازن” في الخيارات بين السلم والحرب، التي يراها مراقبون “انعكاساً واضحاً لحالة القلق العميقة لدى ميليشيا الحوثي من المستقبل المجهول، في ظل إدراكهم لتغيّر موازين القوى في الإقليم”.
وقال القيادي الحوثي، حسين العزي في تدوينة على منصة “إكس” الأحد، إن “صنعاء تعمل للسلام وكأنه غداً، وتعمل للحرب وكأنها أبدا، والعالم وما يختار”.
وأضاف: “لا شيء يوازي جاهزيتنا للسلام إلا جاهزيتنا للحرب”.
ارتدادات عميقة
ويرى المحلل السياسي خالد سلمان، أن “ما حدث في دمشق، يؤثر بارتداداته العميقة على الداخل الإيراني، فما بالكم بمن يدور في فلك طهران، من أذرعها التي وُضعت على قائمة التصفية”.
وقال سلمان لـ”إرم نيوز”، إن “الوضع في اليمن منقسم على حالتين تتمثلان في شعب يتوثب للخلاص، وفي حوثي يستشعر بالخطر ويعد نفسه لخيارين هما الحرب حد الانتحار، أو تسليم السلاح وفكّ أسر الدولة وهيكلة حضوره كحزب سياسي بلا سلاح”.
ورأى أن “المزاج السياسي الشعبي العام في الوقت الحالي، يضغط على صانع القرار في اليمن لاستثمار هذه المتغيرات الإقليمية وحالة الانسحاب الإيراني من ملفات المنطقة، وانكشاف الحوثي داخلياً، من أجل استعادة الدولة”.
وقال سلمان، إن “ما شهدته دمشق سيسقط بالضرورة الحوثيين، من خلال الهبّات الشعبية، خصوصاً إذا ما خسروا سيطرتهم على محافظة الحديدة”.
وحدة القرار
ووصف رئيس مجلس القيادة الرئاسي في البلاد رشاد العليمي، سقوط نظام الأسد، بـ”اللحظة التاريخية التي أكد فيها الشعب السوري حقه في رفض الوصاية الأجنبية”.
وقال العليمي عبر “إكس”، إن الوقت قد حان “ليرفع النظام الإيراني يده عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم، وصنع المستقبل الأفضل الذي يستحقونه جميعاً”.
من جهته، دعا “التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية” في اليمن الأحد، المجلس الرئاسي، للعمل على “وحدة القرار السياسي والعسكري لإنهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة من أيدي الميليشيات الحوثية الإرهابية، وبناء المؤسسات وتحرير البلاد من الوصاية الإيرانية، وتخليص شعبنا منها واستعادة حريته وكرامته الإنسانية”.
الظروف مهيأة
ويشير رئيس مركز “أبعاد للدراسات والبحوث” عبدالسلام محمد، إلى “الظروف المهيأة حاليا لإسقاط الحوثيين، في ظل غياب المعوقات التي تعرقل انطلاق عملية عسكرية ضدهم”.
وقال عبدالسلام لـ”إرم نيوز”، إن “الوضع في اليمن أقل تعقيداً منه في سوريا سواء على مستوى النفوذ الإيراني أو الاستقطابات الإقليمية والدولية، أو الغطاء السياسي أو على مستوى الجيش النظامي والاعتراف الدولي، أو حتى على صعيد التداخل الاجتماعي”.
وأضاف أن “اليمنيين ينتظرون من الحكومة المعترف بها دولياً تحريك الجيش لاستعادة صنعاء، وإن لم يحدث ذلك، فإن الشعب قادر على إسقاط الحوثي بثورة قد لا تعطي اعتباراً للحكومة الشرعية”.
مفاجآت قادمة
بدوره، قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، إن “إيران التي تخلت عن حزب الله اللبناني وزعيمه حسن نصر الله، وتركت نظام بشار الأسد يواجه مصيره دون تدخل حقيقي هل تضحي بسلامتها ومصالحها ووجودها من أجل الدفاع عن المدعو عبدالملك الحوثي، القابع في مران بصعدة”.
وتابع في تدوينة على منصة “إكس”، أن الواقع يؤكد أن الحوثي “سيُترك، ويجب على اليمنيين ألا يفوتوا الفرصة لاستعادة عاصمتهم وأرضهم وحاضرهم ومستقبلهم”.
وأضاف أن “المنطقة تشهد بداية نهاية كل المشاريع التخريبية، والأيام القادمة حبلى بالمفاجآت التي ستعيد تشكيل المشهد بما يتوافق مع طموحات الشعوب وحقها في الأمن والسلام والتنمية”.
ديسمبر 22, 2024
ديسمبر 22, 2024
ديسمبر 22, 2024
ديسمبر 22, 2024