في مثل هذا اليوم قبل ثلاث سنوات، ودعنا الصحفية الشجاعة رشا الحرازي، التي قدمت حياتها ثمناً لكلمة الحق، لتبقى ذكراها محفورة في ذاكرة عدن، وفي قلوب الصحفيين الأحرار. كانت رشا صوتاً من أصوات الضمير في زمن تكاثرت فيه التحديات والظروف الصعبة، ولكنها كانت تتحدث دائماً بعين الحقيقة، بغض النظر عن المخاطر التي كانت تحيط بها.
رشا لم تكن مجرد صحفية، بل كانت رمزاً للمرأة اليمنية التي تقف في الصفوف الأمامية في مواجهة الظلم، تجسد إرادة القلم الذي لا ينحني أمام أي قوة. كان قلمها يكتب الحقيقة بلا مجاملة، وكان صوتها يصدح بأوجاع الناس وآمالهم، مسجلاً لحظات الصمود والإصرار في زمن يتلاشى فيه الأمل.
أبشع ما في الحروب ليس فقط الدماء التي تُراق والأرواح التي تُزهق، بل فقدان أولئك الذين يرفعون لواء الكلمة الحرة. استشهاد رشا الحرازي لم يكن مجرد فاجعة لفقدان صحفية، بل كان صرخة في وجه العالم بأن حرية الصحافة في اليمن أصبحت في خطر، وأن الشجاعة التي كانت تمثلها رشا قد تصبح ضحية للمزيد من الصمت والتعتيم.
اليوم، ونحن نستذكر رشا، نرفع شعارها: “لا للحرب، نعم للسلام، لا للظلم، نعم للعدالة.” يبقى دمها على أرض عدن شاهداً على عظمة الإصرار، وذكراها ستبقى خالدة في ذاكرة كل من آمن بأن الصحافة رسالة شجاعة، وأن الحق لا يموت مهما حاولوا دفنه.
في الذكرى الثالثة لاستشهادها، نتذكر رشا الحرازي، الصحفية التي ضحت بحياتها من أجل أن يظل الصوت الذي يعلن الحقيقة حياً، مهما كانت الظروف. سنظل نكتب ونتحدث باسمها، حتى يتنفس الجنوب من جديد هواء الحرية.