السبت , 12 أبريل 2025
بقلم / أدهم الغزالي
في عمق جبال ردفان الشامخة، حيث تصافح السماء جبين الأرض، انطلقت ثورة 14 أكتوبر، وهي صرخة تحرر انبعثت من قلوب الأحرار وعيونهم التي ترفرف بالأمل، كانت تلك الثورة جسراً يربط بين الماضي والحاضر، بين معاناة الشعب الجنوبي وطموحاته العظيمة نحو الحرية والكرامة، إنها ثورة لم تُعطَ حقها من التوثيق والكتابة، حيث لم يُحظَ روادها الحقيقيون بالتقدير المناسب، ولم تُروَ حكايات الشجاعة والإقدام التي سطروها بدمائهم الزكية كما يجب، تلك الثورة واجهت اعتى امبراطورية عرفتها الارض واقتلعتها من هذه الارض المباركة بعد استعمار دام قرابة قرن وربع من الزمان.
عندما ارتفعت رايات النضال على قمم ردفان، كان الشهداء يسطرون تاريخًا جديدًا بإرادتهم الحديدية، جندت تلك الثورة قواها من كل حدب وصوب، لتجعل من جبال ردفان رمزًا للصمود والتحدي، وشاهدًا على بسالة الشعب الذي يرفض الاستسلام. ولكن، ورغم كل هذه البطولات، لم تُروَ القصص بشكل يليق بمكانتها، ولم تكتب الكلمات التي تخلد تلك اللحظات التاريخية التي شكلت ملامح الهوية الجنوبية الحقيقية.
لقد أتى حفل هذا العام ليكون بمثابة منصة لإعادة إحياء تلك الذكريات العظيمة، وتأكيدًا على معاني الوحدة والترابط بين أبناء الجنوب، ومن بين الرسائل المهمة التي حملها هذا الاحتفال:
في الختام، ثورة 14 أكتوبر ليست مجرد حدث تاريخي عابر، بل هي تجسيد لإرادة شعب حي ينبض بالأمل ويطمح نحو الحرية، إنها دعوة لاستعادة الذاكرة وإعادة الاعتبار لأبطالها الذين صنعوا التاريخ بأيديهم، ونداء لكل الجنوبيين لمواصلة النضال من أجل قضية شاملة تضمن لهم حقوقهم وأحلامهم.
أبريل 11, 2025
أبريل 11, 2025
أبريل 11, 2025
أبريل 11, 2025