في صباح يوم الخميس 17 أكتوبر 2024م وبقلوب مؤمنه بقضاء الله وقدره وبالغ من الحزن والاساء تلقينا نبأ وفاة فقيد الوطن الأخ المناضل علي محمد عبده الداؤودي بعد مسيره حافلة بالنضال والإخلاص للوطن ولشعب الجنوب طوال مختلف مراحل ثورته المجيدة.
لقد احزني ذلك الخبر الصادم الذي تلقيته يوم رحيل أبو احمد عن دنيانا الفانية، واستعرضت حينها لحظات ومواقف وكأنها شريط أحداث تعمقت في ذاكرة وجداني وهي وقفات ومواقف مميزه لرجل عرفته مخلصاً وصادقاً وشجاعاً أحب أرضه وشعبه، وجسد ذلك بسلوكه وممارساته وثبات مواقفه وإخلاصه لقضية شعبنا الجنوبي وحريته واستقلاله، كان آخرها عند جلوسنا معه قبل يوم من وفاته وهو يتحدث عن ذكريات النضال للرعيل الأول من المناضلين وتضحيات شعب الجنوب الأبي من أجل الحرية، وذلك تزامنا مع احتفالات شعبنا بالذكرى 61 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، والتأكيد على مواصلة النضال باراده وعزيمة لاتلين وصولاً إلى الهدف المنشود لشعب الجنوب في استعادة وبناء دولته الجنوبية الفدرالية المستقله الذي بات وشيكا بإذن الله.
كان للفقيد دور نضالي فقد كان أحد المناضلين الذين شاركوا في صنع فجر ثورة الرابع عشر من أكتوبر 63م إلى جانب بقية رفاقه الأوفياء الذين جسدوا في نضالهم الثوري معاني الإخلاص لاهداف وتطلعات شعب الجنوب في الاستقلال والحرية وقيام دولة المؤسسات الوطنيه وتحمل مسؤولياتها التاريخية في التنمية وبناء الانسان، والاهتمام بالعلم والثقافة وتربية النشئ الجديد على أساس حب الوطن، وغيرها من مجالات الحياة الأخرى.
كما كان للفقيد دوراً بارزاً مع بقية المناضلين في تثبيت سلطة الجبهة القومية بالمديرية ويافع عامة ضمن خطوات عملية ملموسة منها وثيقة الصلح بين القبائل لأنهاء الثارات القبلية وإنشاء المحاكم الابتدائية للنظر في قضايا المواطنين والفصل فيها وتعزيز الأمن والاستقرار بدعم ومساندة أبناء المديرية رغم الظروف الصعبة في تلك المرحلة.
ومن خلال المهام التي شغلها بالمديريه كان مثالاً للإخلاص والمثابرة في تأدية واجباته العملية، بالاضافه إلى علاقاته الطيبة مع المواطنين وجميع زملائه في العمل وهو ما جعله يحظى بإحترام وتقدير الجميع.
وفي هذا الصدد نذكر من المهام التي اوكلت إليه طوال سنوات خدمته بالمديرية، رئيس المحكمة الابتدائية بني بكر عاصمة المديرية، مدير التعاونية الزراعية، مدير عام المديرية ورئيس مجلس الدفاع للفترة من 86م حتى عام 1994م.
وضمن هذه السطور المتواضعة عن مراحل نضال فقيد الوطن نشير إلى دوره النضالي في دعم وتأييد ثورة أبناء الجنوب السلمية في مواجهة الظلم الإستبداد ورفض الغزو التكفيري العدواني الذي تعرض له جنوبنا الحبيب في الأعوام 94م و2015 م من قبل نظام صنعاء الكهنوتي.
حيث كان في مقدمة الصفوف منذ انطلاق الحراك الجنوبي السلمي عام 2007م وما قبله والمشاركة الفعالة في مختلف ساحات النضال دفاعاً عن قضية شعب الجنوب في الحرية والاستقلال.
هكذا يرحل الأعزاء وتبقى مآثرهم النضالية في سجل ثورتنا الجنوبية وذاكرة التاريخ، نسأل الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.