في اختراق لجمود طال أمده، تمكنت وفود جنيف من التوصل إلى اتفاق مع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على توفير ممرين للمساعدات الإنسانية، فيما دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر من تبعات تفشي موجة جديدة من وباء الكوليرا في السودان.
ووافق الجيش وقوات الدعم السريع في السودان، على توفير ممرين آمنين للمساعدات الإنسانية للتخفيف من تداعيات الحرب، وذلك في بيان ختامي صدر، أمس، بعد مباحثات في سويسرا. وأكدت دول الوساطة في البيان، أنها استحصلت على ضمانات من طرفي النزاع لتوفير نفاذ آمن ودون عراقيل عبر شريانين رئيسيين، هما الحدود الغربية عبر معبر أدري في إقليم دارفور، وطريق الدبة التي تتيح الوصول إلى الشمال والغرب من بورتسودان.
وشددت الدول على أن الغذاء والجوع لا يمكن استخدامهما كسلاح في الحرب.وأكد البيان الختامي للمباحثات، أن شاحنات المساعدات هي في طريقها لتأمين مساعدات لمواجهة الجوع في مخيم زمزم وأجزاء أخرى من دارفور، مشدداً على ضرورة أن تبقى الطرق مفتوحة وآمنة لنتمكن من إدخال المساعدات إلى دارفور ونبدأ بتحويل مجرى الأمور ضد المجاعة. وشدد الوسطاء في بيانهم، على مواصلة تحقيق تقدم بغرض فتح ممر آمن ثالث للمساعدات عبر سنار بجنوب شرق البلاد.
تحذيرات أممية
في الأثناء، حذرت منظمة الصحة العالمية، من تبعات تفشي موجة جديدة من وباء الكوليرا في السودان، جراء الفيضانات وتلوث المياه والنظافة والصرف الصحي في مخيمات النازحين والمجتمع المحلي. وقال الدكتور شبل السحباني، ممثل المنظمة في السودان في مؤتمر صحفي عقده أمس، في جنيف إنه خلال شهر واحد منذ الإبلاغ عن الحالات المشتبه بها الأولى تم رصد 658 حالة إصابة و28 حالة وفاة في خمس ولايات.
موضحاً أن هناك زيادة في عدد حالات الوفاة بنسبة 4.3 %. ولفت إلى أن من بين الولايات الخمس سجلت كسلا أعلى عدد من الحالات بلغ 473 حالة إصابة، تليها القضارف 110 حالات، والجزيرة 51 حالة، بينما سجلت الخرطوم ونهر النيل أعداداً أقل.
ونوه إلى أن هذه الحالات لا ترتبط بتفشي الكوليرا السابق الذي أُعلن عنه في سبتمبر 2023 والذي انتهى تقنياً في مايو 2024. وأكد أن المنظمة تعمل بشكل وثيق مع وزارات الصحة الاتحادية وبالولايات لتنسيق الاستجابة لتفشي الكوليرا في الوقت الذي قامت فيه بتخزين مجموعات الكوليرا وغيرها من الإمدادات الطبية الأساسية في الولايات عالية الخطورة، تحسباً للمخاطر المرتبطة بموسم الأمطار.
وصول آمن
وشدد الدكتور شبل السحباني على حاجة المنظمة والشركاء للوصول الآمن ودون عوائق إلى جميع الأماكن المتضررة من أجل الاستجابة القوية لتفشي الكوليرا، إضافة إلى دعم مالي مستدام للتعامل مع الاحتياجات الصحية المتزايدة الناجمة عن الأمراض وسوء التغذية والمخاطر الطبيعية مثل هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات والتهديدات المباشرة للحرب. وقال إن خطة الاستجابة للسودان لعام 2024 لم يتم تمويلها سوى بنسبة 37.4 % حتى الآن، وبعد مرور 8 أشهر من بداية العام في الوقت الذي تم فيه تمويل الاستجابة الصحية بنسبة 42.7 %.