يا لهول المصاب…! الشاعر الثائر أبو نادر وصوته الوطني الجنوبي المزلزل…. مثَّلَ نشيدا جنوبيًّا خالصًا وقيثارة الثورة منذ ما بعد اجتياح الجنوب 1994م .. يجلد الاحتلال جلدًا بصوته الفريد الذي مثَّل خارطة طريق يمتح منه الثائرين ويرددوا صداه. ينحدر أبو نادر من مديرية حبيل جبر التي ظلَّتْ مغلقة تماما بوجه عفاش وأعوانه (رجال وجبال….) وكما قال: نحن نفس الذئاب الحمر نفس المثاري… والوراثات ما بين البشر مستمرة… سرْ معي في طريقي لا تغير مساري ** خط ساني بساني ما تجد فيه عصرة…! ذاع صيته في كل الجنوب وحفظنا له القصائد الطوال دفاعًا عن قضية شعب الجنوب قبل أن نراه …منذ عشرين عاما… وعندما رأيناه كأول لقاء في منصة ردفان 2007م عندما سيطرتْ قوات الأمن المركزي على منصة الاحتفال في ذكرى ال 14 من أكتوبر وتم استعادتها بعملية فدائية كسرتْ غطرسة عفاش وقواته في ذلك اليوم الأغر… وجدناه في روح الشباب وعنفوان الثائر… مبشِّرًا بيوم الخلاص ويصدح بنشيد الثائرين نحو استعادة دولة الجنوب.
شهد أبو نادر الثورتين ثورة أكتوبر ضد الاستعمار البريطاني وثورة الجنوب لدحر الاحتلال الشمالي من دولة الجنوب الذي بشَّر بزواله … ولم يرحل حتى رأى مصارعهم…! رحل الشاعر الكبير أبو نادر جسدا ولكن روحه حيّة في كل ساحة ومحفل تلهبُ حماس الشعب… نذر موهبته في المكان اللائق من التاريخ… فهنيئًا لك هذا الخلود….!!
بهذا المصاب الجلل …صادق العزاء والمواساة لذويه ومحبيه والجنوب عامة، نسأل الله يكرم مثوه…وإنا لله وإنا إليه راجعون
د. باسم منصور رئيس دائرة الإعلام والثقافة في المجلس الانتقالي الجنوبي