استمعت الى تسجيل صوتي للميسري، صبح في مستهله على شخص يدعى علي واختتمه بتنبيهه على مسح التسجيل بعد الاستماع .. لم يمسح ” علي ” الذي هو علي منصور مقراط رسالة التسجيل بل سربها الى وسائط التواصل الاجتماعي بهدف اثبات ان كتاباته التي ينشر فيها سموم الفرقة بين الجنوبيين قيادة وشعب هي موقف الميسري والهدف الذي يسعى الى تحقيقه و جوهر اختلافه مع المجلس الانتقالي الجنوبي .
حمل التسجيل تكرار لما قاله الميسري من على قناة الجزيرة وبلقيس والمهرية وعشرة تسجيلات صوتية مماثلة تم تسريبها من قبل سياسين واعلاميين ذات رقم على الاقل في عدد متابعيهم على تطبيق الفيسبوك ، المختلف في هذا التسجيل ان الميسري لم يجد من يستمع ل ” تلميحاته” حد تعبيره سوى هذا الصحفي المأفون والممتدة يده منذ ثلاثين عاما وحتى اليوم الى كل اتجاه بحثا عن عطاء يقضي به حاجته اليومية ل( ربطة قات ) وقارورة وسكي .
قدم ذيب علة في تسجيله الصوتي وجهات نظر قديمة متجددة بالمتناقضات والاحكام المسبقة وسيستفيد منها شخص جنوبي واحد هو المساعد اول علي منصور مقراط في كتاباته التي يستهدف بها النسيج الاجتماعي الجنوبي قواته المسلحة .
اللافت في الامر ليس في التسجيل وما تضمنه بل في إنتشاره بمواقع ومنصات مليشيات الحوثي قبل غيرها ، اذ تحول الى عناوين عريضة وموضوع اعلامي ساخن وعاجل سخرت له قناة المسيرة الحوثية برنامج تحليلي وتصدر اخبارها وتقاريرها، كذلك فعلت قنوات الاخوان كالمهرية وبلقيس ويمن شباب وكان محور تناولها قول الميسري ” مشكلتنا مع التحالف ” وقوله ان السعودية والامارات لا تسمح باستقرار الجنوب ” وتكرار تجنيه وتحامله على الرئيس القائد عيدروس والمجلس الانتقالي الجنوبي .
في الحقيقة ان الميسري اراد وبدرجة رئيسية مغازلة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي والتشكيك به في الوقت نفسه وهذا التذاكي لم يصمد نصف دقيقة حتى خرج حديث الميسري الى الخط القذر الذي يسلكه علي مقراط في كتاباته المكرورة وغير المقروءة
تحدث الميسري وبلغة رطبة مائعة عن القائد البطل ابو زرعة المحرمي عضو مجلس القيادة الرئاسي وعن علاقته بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي ، وفي كل مرة ينتقل فيها الى ابو زرعة لا ينسى الخروج بقفلة ” وهذا من اتباع الامارات ”
البعض فهم ان الميسري هدف الى تقديم نفسه كشخصية قيادية جنوبية حوارية مع المجلس الانتقالي لكن بشرط ان يعلن الانتقالي الاصطدام مع دول التحالف وفتح ذراعيه لإحتضان الميسري .
والبعض الاخر قرا حديث الميسري من منظور شعور الرجل بالوحدة بعد إنظمام محمد علي احمد والدكتور محمد حيدرة مسدوس الى جهود التقارب والحوار الجنوبي الجنوبي ولقائهم بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي ، بدليل قوله ” مسدوس و .. مازالوا مدوخين ”
وخلاصة القول .. اربعة اشياء اعتدنا سماعها في اي ظهور للميسري ، وهي كالتالي :
– المجلس الانتقالي قراره ليس في يده
– مشكلتنا مع التحالف
– الامارات هي من تقف وراء ما يحدث
– والرابعة هي الكحة التي خفت من حدتها هذه المرة – نسأل الله الشفاء الكامل لذيب علة –
الجديد في هذا التسجيل تعريف الميسري لنفسه كشخص جلف وحاد وهذه بادرة طيبة بنى عليها الكثير الامل بدخول الميسري مرحلة المراجعة والتصحيح وتصويب الموقف إزاء الجنوب وقضيته وحاجته الى توحيد الصف.