تباينت الآراء العسكرية بشأن اكتفاء إسرائيل بقصف ميناء الحديدة اليمني ردًّا على حادثة المسيرة التي أطلقتها ميليشيا الحوثي نحو تل أبيب، الجمعة الماضي.
ونفذت نحو 20 مقاتلة إسرائيلية، مساء السبت، سلسلة من الغارات التي استهدفت منشآت تكرير ومخازن للوقود في ميناء الحديدة، إلى جانب موقع رئيس لتوليد وتوزيع الكهرباء ومكاتب تابعة لشركة النفط، وهو ما أحدث أضرارًا بالغة.
ولاحقًا أعلن الجيش الإسرائيلي، اعتراض وإسقاط صاروخ بالستي “أرض أرض” كان في طريقه نحو الأراضي الإسرائيلية من اليمن، مؤكدًا أن اعتراض الصاروخ تم من خلال منظومة “حيتس 3” التابعة للدفاع الجوي.
هجمات مفتوحة
ويرى الخبير في الشؤون الإقليمية، رفيق أبو هاني، أن “الهجوم الإسرائيلي المباشر نحو اليمن لن يكون الأخير”، مشيرًا إلى أنه يمثل بداية لهجمات إسرائيلية مفتوحة ضد الحوثيين في اليمن، وضد أي جهة توجه ضربات عسكرية مباشرة لإسرائيل.
وقال أبو هاني، لـ”إرم نيوز”، إنه “من النادر أن يعلن الجيش الإسرائيلي عن عملياته العسكرية في المنطقة، وأن مثل هذا الإعلان يمثل رسالة تحذير قوية لإيران وحلفائها، كما أنه ينذر بدخول مرحلة جديدة من الصراع بالمنطقة”.
وأوضح أن “رسالة الجيش الإسرائيلي تمثل إشارة إلى استعداده لمعركة مفتوحة ومتعددة الجبهات مع إيران وحلفائها، كما أنها إنذار شديد اللهجة للإيرانيين بشأن أي دور محتمل لهم في إطلاق الطائرة المسيرة على تل أبيب”.
وأضاف: “بتقديري سينفذ الجيش الإسرائيلي سلسلة من الهجمات العسكرية ضد الحوثيين باليمن، ولن يكتفي بالاستهداف الذي تعرض له ميناء الحديدة”، لافتًا إلى أن ذلك يأتي في إطار السياسات العسكرية الإسرائيلية المتبعة منذ أحداث السابع من أكتوبر.
وزاد: “إسرائيل تحاول فرض معادلات جديدة، تتمثل في أن أي استهداف لعمقها سيقابل بردود فعل عسكرية قاسية تتجاوز الخطوط الحمراء التي تفرضها الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لمنع نشوب حرب إقليمية”، وفق تقديره.
نية إسرائيلية
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، مصطفى إبراهيم، إن “القصف المكثف لميناء الحديدة يؤكد نية الجيش الإسرائيلي توجيه ضربات عسكرية غير مسبوقة للحوثيين في اليمن، تحول دون إقدامهم على استهداف إسرائيل”.
وقال إبراهيم، لـ”إرم نيوز”، إن “هذه الضربات ستكون ضد مواقع وأهداف إستراتيجية سياسية وعسكرية واقتصادية، وذلك لإلحاق أكبر أذى بالحوثيين، بما يضمن أن يكون ذلك واسع النطاق، وفي مختلف المجالات”.
وأشار إلى أن “هذه الضربات يمكن أن تتوسع حسب الحاجة الإسرائيلية والمعادلة التي تسعى تل أبيب لفرضها في المنطقة”، لافتًا إلى أن هذه الهجمات ستكون في إطار إعادة التوازن وتأكيد القواعد العسكرية الإسرائيلية بشأن أي مواجهة محتملة.
ورجح الخبير في الشأن الإسرائيلي، أن “تتسع الضربات الإسرائيلية لتشمل أهدافًا إيرانية، وهو الأمر الذي يرتبط بتأكيد التحقيقات لأي دور إيراني محتمل في هجوم الطائرة المُسيرة على تل أبيب”، مبينًا أن إسرائيل ترغب في توسيع دائرة أهدافها العسكرية.
واستدرك: “ولكن ستبقى جميع الضربات محسوبة للغاية وبتنسيق مع الولايات المتحدة، التي لا ترغب في اندلاع حرب إقليمية حاليًّا، وتعمل من أجل تهدئة التوتر في الشرق الأوسط”، مبينًا أن الهجوم فرض معادلات جديدة على الولايات المتحدة نفسها