خلال اليومين الفائتين، حلت علينا الذكرى السابعة لإعلان عدن التاريخي وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، تلك الذكرى العزيزة التي عصفت بأركان المحتلين، وهزمت دعاة الفرقة والتشرذم، وانتزعت من براثنهم مصير أمة وكرامة وطن وسيادته، وحالت دون استمراره في غياهب مشاريعهم السلطوية الفوضوية الاستعمارية والإرهابية المتطرفة.
6 أيام فاصلة ما بين التفويض والتأسيس، مدفوعة بكم هائل من العزيمة والإرادة والإصرار، أحيت آمال شعب وأعادت تدوين تاريخ أمة (أرض، إنسان وهوية) في أنصع صفحات النضال وبأبهى صور التضحيات، ذلك التحدي الكبير الذي تجاوز كل ما سبقه من تحديات، حتى إن أكثر المتفائلين فينا نضالاً ما كان ليتوقع قبل ذاك اليوم أن نتجاوز التحدي، هذا الذي استطعنا بفضل الله ثم بفضل رجال أشاوس، ومن خلفهم شعب عظيم وعزيز، أن نكسر به قيود الجبروت ونحطم أسوار الطغيان، وأن نسقط من على كواهلنا أثقال حكم الاستبداد والاستعمار الشمالي المتسلط، التي حملناها عنوة وظلماً وقسوةً وبؤساً طيلة الثلاثة العقود الماضية.
وحقيقة، وكأي مشروع نضالي تحرري واجه المجلس الانتقالي الجنوبي ما بعد التأسيس، الكثير من التحديات والصعوبات، ووُضِعت في طريقه العقبات والحواجز، في محاولة لإعاقة خطوات سيره، ولكن بحنكة وحكمة قيادته وصدق نواياهم وأعمالهم وقوة إيمانهم بعادلة قضيتهم، استطاع المجلس تجاوز كل تلك الأمور التي اعتبرت منغصات حاولت إرباك عمله، ولكنها لم ولن تحد من تقدمه واستكمال مشروعه التحرري.
واليوم ورغم كل ما حققه المجلس من منجزات داخلياً وخارجياً عكست نفسها واقعاً على الأرض، مازال البعض من لم يستوعب هذا الواقع أو لم يواكب ما حصل ويحصل الآن، خاصة ذوو النزعات الفردية والمصالح الأنانية، يقللون في مصداقية هذا المشروع التحرري المعلن والواضح، فيختلقون الأباطيل، ويروجون للإشاعات، ويبحثون في الصغائر والمنغصات، بغرض تعطيل مسيرة بناء الدولة الجنوبية الفدرالية، التي يعمق مداميك مشروعها المجلس، خطوة خطوة.
وخلاصة القول: تأسيس المجلس الانتقالي في 11 مايو (أيار) 2017م، جاء كنتاج طبيعي للتضحيات الكبيرة التي قدمها أبناء الجنوب، وتتويجاً لمسيرة نضالاتهم التحررية العظيمة، مؤسساً منظومة قانونية متكاملة لمشروع قضية شعب، فحمل على عاتقه تعزيز اللحمة الجنوبية وتقوية أواصرها وتوحيد صفوفها، رامياً خلف ظهره كل صراعات الماضي وتوابعه من أحقاد وضغائن، ساعياً ومتعهداً جاهداً بأن يعيد إلى هذا الشعب أمجاده العظيمة، ويحقق أهدافه وتطلعاته في استعادة دولته، والعيش بأمن وأمان واستقرار، وينعم أبناؤه بالحرية والعيش الكريم.