لا ندري لماذا البعض يتمسك بالمنصب وكأنه تركة أو ميراث حصل عليه ويتناسى أنه كان في الأمس لا شيء ومنهم من نال المسؤولية تحت مسمى الجهاد في سبيل الله والدفاع عن العقيدة، والبعض الآخر من أجل حماية الوطن وكلاهما ترفض الهيمنة والاستحواذ بالمسؤولية والإصرار على التمسك به لأن المجاهد في سبيل الله يبتغي الأجر والثواب من الله ويقاتل ونفسه تشتاق للشهادة ولقاء ربه وهو شهيد تاركا خلفه كل أطماع الدنيا ومغرياتها ومكاسبها حتى أقرب المقربين له من الأسرة لا يفكر فيهم لما عندالله من مغانم في الفردوس الأعلى من الجنة والحور العيين والشفاعة للاهل والمقربيين مستاثرا بمن سبقة في الشهادة في سبيل الله منذو أرسل الله رسول الحق والهدى محمد خاتم الأنبيا والمرسلين -صلوات ربي عليهم اجمعين والتابعين من بعده-
وكما تذكر السير ويسردهم التاريخ كانوا يتهربون من طلب المسؤولية وإن أجبرو على تحملها سرعان مايستجيبون في تسليمها لمن تم اختياره خلفا لهم .. ودينهم وعقيدتهم تنهاهم عن التمسك بها أو نهب غنائمها ولو كان في قمة الفقر والعوز والتاريخ مليء بالعبر ويسرد لنا منهم المتعصبين والمتمسكين بالمسؤولية والمخالفين لشريعة الله ومنهاج رسوله، وكذالك من لديهم انتماء وحب للوطن يؤمنون بعملية التغيير ويرون أن المنصب تكليف وليس تشريف ويستشعرون بالمسؤولية تجاه وطنهم تاركين التاريخ يتحدث عنهم وعن مآثرهم وبطولاتهم وأمجادهم التي سطروها في سبيل الحرية والكرامة والإرتقاء بحياة شعوبهم إلى الأفظل، ولم يكن همهم الاستحواذ بالمنصب والتمسك به.
وهناك الصنف الثالث من البشر وهم اللصوص والفاسدين الذين يعتبرون المنصب والمسؤولية هي الطريق الأقرب للوصول لكسب المال والشهرة ولا هم لديهم هوى إشباع غريزتهم ونزواتهم الشيطانية غير آبهين بتضحيات الشهداء ودمائهم الزكية الطاهرة التي ارتوت بها تربة الوطن لأجل استعادة الدولة ونيل الحرية والعيش الكريم ونبذ ثقافة القوة والبلطجة والدعوة للمناطقية والقبلية والأسرية المقيتة
مع خالص تحياتي واحترامي وتقدير لكل الشرفاء الاوفياء لاوطانهم ودينهم