في عالم يغلفه الصمت المدوي حول شهداء الجنوب، يتساءل الناشط الحقوقي المخضرم أسعد أبو الخطاب: هل رأيتم أو سمعتم ذكر لهم في خطابات النخبة الشمالية؟
بينما يتم تكريم وتذكير شهداء الشمال ببالغ الاهتمام، يظل الجنوب مقهورًا، محرومًا من حقه في العدالة والتكريم.
حكومة الشرعية اليمنية٬ التي تدعي الشرعية والعدالة، تسارع لاعتماد الرواتب وتكريم عائلات الشهداء الشماليين، بينما تتجاهل وتتغاضى عن دماء شهداء الجنوب التي سالت في سبيل الدفاع عن الوطن والعدالة.
إذا كانت العدالة مبدأ يُعتبر، فلماذا يُغفل عنها عندما يتعلق الأمر بشهداء الجنوب؟
هل نجعل من جنوبنا الحر بيتًا لهذه الأفاعي القذرة، التي تستغل دماء شهدائنا لصالح أجنداتها الشخصية؟
الصمت المدوي حول شهداء الجنوب يكشف عن نقمة الظلم والتمييز التي يعاني منها أبناء الجنوب. يسقطون شهداء في كل جبهة، يضحون من أجل الوطن والعدالة، ولكن أين الاعتراف بتضحياتهم؟
لو كان شهداؤنا شماليين، لكان ذكرهم محور اهتمام المشهدين السياسيين، ورواتب لعائلاتهم لم تُترك في طي النسيان. يجب أن يكون العدل مبدأً يطبق على الجميع، دون تمييز.
هذه المأساة لا تقتصر على الصمت المدوي فقط، بل تمتد إلى تجاهل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية، الذين يتغاضون عن جرائم الساسة الشمالية والظلم في الجنوب.
لذا، فإن النداء الحاسم يتجه لكل أبناء الجنوب والناشطون والحقوقيون: لا بد من رفع الصوت، وتسليط الضوء على جرائم الظلم، والمطالبة بحقوق شهداء الجنوب، فالعدالة لا تأتي بالصمت، بل بالنضال والتصدي للظلم بكل حزم وقوة.