تتجلى أمامنا لحظات صعبة، نفكر فيها بفقداننا لأحد أبرز رموز الجنوب، القائد صالح السيد. فقدنا قائدًا عظيمًا، وصوتًا يعلو في سماء النضال من أجل التحرير والكرامة. كان كلما أطل عم صالح بصوته، كان يرفع راية الجنوب بكل فخر واعتزاز. كان عم صالح السيد يمثل نموذجًا للتفاني والإلهام. في كل كلمة، يستحضر لنا ذكريات الجنوب القوي والفخور، حيث كان يردد بكل فخر “نحن أم النصر أو الشهادة”. لم يكن مجرد قائد، بل كان رمزًا للإصرار والوحدة الجنوبية. بعد رحيله، وجدنا أنفسنا الجنوبيين أمام جماعات المعاشيق في حرب على الخدمات، تاركة وراءها أثار الدمار والتخلف في جنوبنا الحبيب. بعد رحيله، استمرت قيادات المعاشيق وحكومتها في استهداف أهداف الجنوب، وأصبحت المعركة من أجل الخدمات تتسارع يومًا بعد يوم في العاصمة عدن. العاصمة عدن اليوم، بعد رحيله، أصبحت تشهد فوضى واستبدادًا، حيث أصبحت هدفًا لمن يريدون زعزعة استقرار الجنوب. وفي ظل غياب الهدف الرئيسي للتحرير، تبددت القيادات الجنوبية في مشاحنات تافهة حول الرتب والمنافع والارتزاق دون خوف من أي حد. ولكن رغم تحدياتنا اليوم، يظل إرثك يا عم صالح السيد حيًا. نحن مستمرون في النضال من أجل تحقيق حلم التحرير الذي كنت تحلم به واستعادة كرامة الجنوب. في ذكراك يا عم صالح السيد، نحن نسأل الله أن يرحمك ويسكنك فسيح جناته، وأن يجمعنا بك في الجنة.