هذا اللاعب الخجول بطبعه و الكبير بعطائه مع المنتخب تعرض للإصابة أمام العراق.. و هو يرتدي فانلة الواجب الوطني..
اتحاد الكرة تخلى عن اللاعب في محنته و تركه يهيم في بلاد الغربة وحيدا شاردا مفلسا غير قادر على تحمل أعباء يومه المعيشي..
كتب اللاعب على حائطه بلغة اليأس: يأخذونك لحما .. يرمونك عظما..
جملة اعتراضية تقطر ألما..و تختزل مشهد اتحاد كرة مغترب لا يرى في مرآة الواقع إلا نفسه و حاشيته التي تنظف مال بيت الاتحاد بالليفة و الصابون..
أسأل ذوي النفوذ في اتحاد الكرة: هل اللاعب فيصل أقل حظوة و مكانة من أعضاء اتحاد يعيشون في مصر على قفا اتحاد الكرة؟ *و أيهما أولى بكل مليم.. لاعب يكافح دوليا ليرفع راية علم بلاده .. أم أعضاء اتحاد يخزنون الرفاهية في بطونهم المترهلة سياحة و بطالة؟
لماذا لم يأخذ هذا اللاعب البدوي الخجول فرصته في العلاج كبقية من يعالجهم اتحاد الكرة من جنون السفر ؟
هل كان مطلوب من هذا اللاعب تعيس الحظ أن يقف على أعتاب اتحاد الكرة و يطرق الباب بحثا عن صدقة من برميل القمامة؟
ثم أين الشيخ أحمد العيسي من مأساة هذا اللاعب الذي يلف مستشفيات مصر كعب دائر بجيب يعاني من أزمة إفلاس ؟
هل كان العيسي يعلم بالأهوال التي تلاحق اللاعب في مصر و لم يتحرك لتقديم يد العون كواجب إنساني.. مادام أنه أبو الإنسانية كما يحدث في أفلام الرومانسية؟
هل كان العيسي يعلم بكل هذه التفاصيل المثخنة بالألم و الوجع و المهانة للاعب دولي؟ أم أن حاشية منتصف الليل حجبت عنه رؤية مأساة لاعب أنارت صرخة استغاثته ما بين السماء و الأرض؟ و من الجهبذ الذي قدر حجم تضحياته لفانلة منتخب بلاده و منسوب إصابته بألفين جنية؟
أيا كانت إجابة رئيس جمهورية اتحاد الكرة .. فالنتيجة واحدة..لقد أسودت الدنيا في وجه هذا اللاعب الصغير..و فقد إحساسه بالأمان مع اتحاد كرة يمتهن نقيق الضفادع..
اللهم يا رب يا كريم فرجها من عندك على عبدك فيصل الذي ذاق الأمرين على فراش الألم.. و أجبره اتحاد القدم و الندم على رؤية النجوم في عز الظهر.. محمد العولقي