بقسوة جفوة البين الطويلة ومرارة الحرمان من ادنى مراتب الاعتبار، ظلت تجود بشذروات نفحاتها الاصيلة المتجذرة فيها منذ النشأة…
شاذلية الكيف عربية الانتماء، تشبثت بيافع لها كنان، أبت جذورها ان تفارق ترابه رغم قلة الاهتمام..
ولانها في موطن الكرام، كانت السباقة في مايُقدم للضيق ساعة الوصال…
غرسة البن الف الكثيرون ارتشاف اقداح قهوتها – الشاذلية كما يحلو للبعض تسميتها ارتباطاً بتاريخ تناولها – ولم تحظى زراعتها بالاهتمام في الفترات الماضية الا من قبل مزارعين قلة كافحوا لبقاء صنفها الفريد في سفوح ووديان موطنها يافع..
ولاقترانها الوثيق بالمورثوث الشعبي وتاريخ شهرتها التي غزت اصقاع العالم ادرك الحريصون ان الوقت قد حان لرد الوفاء لشجرة البن كجزء من الهوية الوطنية، فاستشعر الجميع المسؤلية تجاها وتكاتفت الجهود نحو ادخال الاطر الحديثة في زراعتها، وجني محصولها، وتسويقه ليصدر معه عبق ارث تاريخي وشهرة مقرونة بموطنها، ناهيك عن مردودها الاقتصادي على الجميع، فكللت الجهود بالتحضير لاقامة معرض خاص بالبن الوطني يبرز مزاياه للجمهور محلياً وهارجياً، نلتقي فيه من السابع وحتى التاسع من ديسمبر المقبل مع الشاذلية لقاء العائد لمن جفا…