اشترك الجنوبيون في حكومة الشرعية والهدف إذا أردت الخروج فمن الداخل كما قيل . البداية الغوص في أعماق الدولة العميقة . ربما غاص الجنوبيين في الأعماق كثيراً ، فكان أصحاب الخبرة في تلك الدولة رغم ضعفها بالمرصاد ، حيث وقع الجنوبيون في الفساد وعبرهم يتم تمرير قوانين في ظاهرها التصحيح ، وباطنها العذاب . كانت وما زالت سياسة التسريح القهري لموظفي الجنوب . المنقطعين ، والأسماء الوهمية ، و المزدوجة . سنوات ، وسنوات ، والحكومات المتعاقبة تبحث عن تلك الأسماء ، فإذا بها تضيف أسماء الحاشية التابعة لها ، واستقلال نفوذها ، لإشباع أكراشها المنتفخة . تُسن القوانين فيرفضها كل شعب الشمال ، أكان في القطاع العسكري ، أو المدني ، وتتجه للتنفيذ جنوباً . يطالب الموظف بتحسين المعيشة ، ورفع راتبه ، فإذا بالحكومة ترفعه من إيرادات البلد إلى البنوك الخاصة . أي وزراء هؤلاء ؟! ألا يخجلون ! إنّها سياسة التنكيل ! وأكثر تركيز على قطاع التعليم في الجنوب ، لتدمير ما بقي منه . سياسة تهجير متعمدة . تدنّي الرواتب ، و وصول راتب المعلم إلى فتات . هذه هي سياسة التهجير ، وتسريح الموظف من عمله ، حيث أن المرء يذهب إلى البحث عن لقمة العيش رغماً عنه . لأنّه لا يمكن لهذا الفتات أن يشبع جائع ، أو يعالج مريض . نحن مع التصحيح ، ومحاربة الفساد لأننا ننشد دولة ، لكن أن تتم محاربة من بقي صامداً فهذا لا يمكن السكوت عليه . لماذا لا يتم إصلاح الأجور ورفع الرواتب ؟! بهذا يتحسن وضع المعيشة ، لكن لا يريدون هذا . نعم للتصحيح ، على أن تكون الدولة هي من تنفذ القوانين دون استثناء . لا يعقل أن يتم تسليم البنوك الأهلية ، ومحلات الصرافة بيانات الموظفين . هذه حقوق أنتم تهدروها ، و ترموها دون حياء أيُها الوزراء . فأين الدولة ، وأين القانون الذي يحمي ، ويصون حقوق الموظفين . وزير التربية ، والخدمة ، والمالية ماذا تعملون ؟! أنتم جنوبيون في حكومة المناصفة ! لكن لم تنصفوا موظف جنوبي . نصف الموظفين الجنوبيين وأكثر تم تسريحهم منذ 94 من قبل نظام صنعاء ، و أنتم تجبرون قهراً موظفي الجنوب وخاصة موظفي التربية والتعليم على الرحيل بسبب عدم تحسين وضعهم المعيشي وإعطاء الحقوق ، بعدها سنقول على التعليم السلام ، وهو الآن متجه الى المجهول . ماذا استفاد الموظف الجنوبي منكُم ؟! أكبر المتضررين هو التعليم في الجنوب . كم من النهب ، والسلب للمال العام في الوزارات ، والمكاتب ، والسفارات ، ومصادر الإيرادات ، و…… أكانت أيادي شمالية ، أو جنوبية فهم سواء . لكننّا لم نرى منهم واحداً وراء القضبان ، و المحاكمة . إذا تم تنفيذ القصاص في السرقات ما وجدنا مسؤول محافظ على يديه . بل ستكون أول حكومة في العالم وزرائها بدون يدين ، ومنهم على واحدة . السجون ، والمحاكم ، والقانون لم يتم تأسيسها لمحاسبة المواطن فقط ، بل هي لكل من يخل بالأمن ، ويخالف القوانين ، و يسلب ، و ينهب المال العام ، أو الخاص و ….. القانون يطبق على الجميع مواطن ، ورئيس ، وقائد ، ومسؤول هكذا هي العدالة . هل نجح الأعداء ، و المتخاذلين بسياسة التنكيل ، والتسريح القهري ، وهل هو العد التنازلي لذلك ، أم أن هنالك عنفوان ، و تسونامي جنوبي ، وأن الطوفان قادم لإغراق أصحاب تلك السياسة فهل يرضى الجميع أن يقاد إلى طوابير وهم صامتون عن حقوقهم . بعدها انتظروا ثلاثة أشهر أو أكثر لاستلام راتباً واحداً ، أو انقص منه الكثير