يمر القطاع الصحي في غزة بأوضاع صعبة غير مسبوقة بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي والقصف المكثف، مع انقطاع الكهرباء وشح المستلزمات الطبية.
وأمس السبت، كشف ليو كانز رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في فلسطين أن نقص المستلزمات الطبية طال المخدر الضروري للعمليات، حيث يجري الأطباء في القطاع المحاصر عمليات جراحية بنصف تخدير أو من دونه.
عمليات جراحية من دون تخدير
وقال كانز: “لا يزال هناك تخدير، ولكن غالبًا ما يكون نصف جرعة، وبالتالي لا يكون الشخص نائمًا تمامًا كما ينبغي، وهناك بعض العمليات الجراحية التي تجرى من دون تخدير”.
كما شرح رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في فلسطين، أنهم يعطون الأولوية للمرضى الذين يحتاجون إلى النوم التام في الحالات الأكثر خطورة.
وبينما يضطر الأطباء في قطاع غزة لإجراء عمليات لإنقاذ أرواح المواطنين في ظل النقص الحاد بالإمدادات الطبية، تحدث كانز عن حالة صعبة حيث “اضطر طفل عمره 10 سنوات إلى بتر نصف قدمه اليسرى تحت التخدير النصفي”.
وليس هذا فحسب، إذ أَجبر التدفق الهائل للجرحى إلى المستشفيات نتيجة الغارات العشوائية الإسرائيلية التي لا تتوقف، الأطباء إلى إجراء هذه العملية الجراحية الخطيرة للطفل “على أرضية المستشفى في الممر لأن جميع غرف العمليات كانت ممتلئة”، وفق كانز.
وتابع رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في فلسطين: “كانت أمه هناك وأخته هناك، كانتا تشاهدان عملية ابنهما، على الأرض في الممر”.
إنهاك نفسي للأطباء
وسط كل ذلك، يعمل الأطباء في قطاع غزة تحت تهديد القصف العشوائي للطيران الإسرائيلي، خاصة بعد استهدافه للمرافق الصحية في القطاع.
في هذا الصدد قال كانز: “التحدي الأكبر هو القصف العشوائي، وهذا يعني أن لدينا طواقم طبية تعمل في المستشفيات نهارًا، وعندما تعود إلى منازلها في المساء تشعر بالرعب وينامون في الغرفة نفسها مع أطفالهم لأنهم يخشون التعرض للقصف”.
وكشف بعض أعضاء الطواقم الطبية لمنظمة أطباء بلا حدود، أنهم يفضلون أن يناموا معًا في الغرفة نفسها قائلين: “إما أن نموت معًا وإما أن نعيش معًا”.
لذلك، أكد كانز أن الطواقم الطبية التي تعمل ليلًا نهارًا في مستشفيات القطاع، هي منهكة تمامًا من الناحية النفسية.