الجمعة , 22 نوفمبر 2024
القمندان نيوز/ كتب محمد علي الحريبي
أردت. أن تكون قضية ورثة أرض العبادي بما تمثله من عدالة وحق مدخلا كونها تمثل حالة القضية الوطنية الجنوبية وبشكل مصغر …
وضمن محاولتي كتابة الرسالة السابعة لمحافظ عدن حول انتهاكه للقانون ورفض تنفيذ القرارات النيابية وما أقرته المحاضر في قضية ورثة أرض العبادي والشركة الشمالية المتنفذة . أردت أن أستلهم فقط من ردود الأفعال ‘ النخبوية الجنوبية ‘ بعض الأفكار العاصفة ‘ لإثراء الذهن والتي يمكن أن تساهم في تعزيز رسالتي الموجهة ‘ للمعنيين في السلطات و الذين نحاول أن يوقفوا مايحدث من إنحلال وظلم. فلم أجد غير الصمت ….
تذكرت كتاب قرأته يتحدث عن الاتصارات والهزائم … وقصص صمت ‘ العاجزين ‘في موروث العبد والسيد’في الثقافة الأمريكية قبل أن يتم إزالة كل قوانين التمييز العنصري والذي انتصرت فيه أمريكا انتصارا أخلاقيا ..
في الحروب التقليدية هناك منتصر ومهزوم ‘ وتختلف مضامين الانتصارات والهزائم ‘ فمنها سياسي ومنها عسكري ‘ ومنها نفسي ومنها أخلاقي الخ ….
أبشع الهزائم هي المرتبطة بالأخلاق والقيم الإنسانية مثل ( الخيانة الوطنية ” ارتكاب الجرائم ” ) فمهما كانت انتصاراتك العسكرية والسياسية كبيرة فإن الهزيمة الأخلاقية والقيمية تجعلك مثل الأمريكان وحلفائها العرب عند غزو العراق ..
ورغم ما تحقق من انتصارات في الجانب العسكري والاقتصادي ‘ لم تظهر بالصورة التي ظهرت فيها الهزيمة وما نتج عنها من تداعيات خطيرة وكبيرة .
مثل جرائم أبو غريب البشعة ‘ وما أحدثته أمريكا عبر أدواتها العراقية والإيرانية والتي مارست الانتقام والخيانة كانت من أكبر الهزائم التي تلاحقها وتلاحقهم حتى النهاية وما نتج عنها من تأثير في روح النظام الأمريكي والمبادئ والقيم التي كانت تتشدق بها أمام العالم. .. ‘ وما وصلت له اليوم من أوضاع ‘ أثر على القيم الأممية والعلاقات الدولية ووصلها إلى ما وصلت له من انقسام قطبي هي إحدى نتائج تلك الحرب وغيرها من الحروب بطعم الهزيمة
إلى جانب ما وصلت له العراق شعبا وإنسانا من حالة تفكك اجتماعي وفقر وفساد . وما وصل له العرب من ضعف وهوان وانهيارات وصراعات …
الرئيس العراقي صدام كان مدركا يوم قال للزعماء العرب عبر الإعلام بخطابه ما سيلحق بي سيلحق بكم واحدا واحد
وهذا ماحدث بالضبط. وسيحدث .
لأن الحرب غير أخلاقية .
حتى الأدوات التي استخدمتها أمريكا من مرتزقة وعملاء . كانت نهايتها كارثية .
فقلت في نفسي ، لماذا لا نسقط مفهوم الانتصار والهزيمة على واقعنا الجنوبي ؟
نحن شعب لدينا قضية عادلة حقوقية وطنية ‘ وناضلنا نضالا مستميتا ‘ وكفاحا يشهد له العالم بسلميته ، واجهنا الرصاص بصدور عارية ، كنا أقوياء
رغم أننا شعب عاطفي ” تقوده الشعارات الرنانة ‘ دون وعي وتدمره الثقافة المكتسبة من الشمال ..
فالشمال ومنظوماته الحزبية.استطاعت بثقافتها أن تفسد أجمل مافينا من قيم وأخلاق خلال 35 عا م وتخرج أسوأ مافينا وتجعله حليفها الذي يتسيد واقعنا ويفرض لها الواقع المناسب الذي من خلاله تستطيع أن توجد حاضنا لها ، يرسخ وجودها كسيد ومالك الأرض ..
وإذا عدنا إلى العنوان
وسألنا أنفسنا كجنوبيين ماهي الانتصارات التي حققنا خاصة أننا في 2015م خضنا حربا وانتصارات . قدمنا الآلاف من الشهداء لن نجد
غير ما نعيشه بالواقع من الهزائم التي ستلاحقنا حتى النهاية .
الأمر معقد ولكن من خلال النائج نستحي أن نقول إن هناك انتصار فالانتصار هو تحقيق الهدف الكامل الذي يشعر الجميع فيه وينعكس على حياتهم ..
فأي انتصار هذا ونحن اليوم نشاهد من يغتصب الأراضي الخاصة بالجنوبيين ‘ ويتم ‘ إهدائها كثمرة انتصار لشركات متنفذة شمالية. تحرسها القوات العسكرية الجنوبية .. رغم أن النظام السابق الذي ثرنا ضده لم يمارس مثل هذا في حقوق المواطن ..
نحن في الحقيقة نعيش حالة اجتياح جديد ” في ظل إنحلال داخلي كبير ‘ لفئات معروفة ‘ دون وجود مقاومة فنحن اليوم نشاهد أن ثرواتنا تنهب ‘ وتذهب إلى جيوب اللصوص وليست لدفع رواتب الجنود والموظفين الجنوبيين الذين هم من حرروا الأرض. بل إننا نقوم بحراسة الناهبين ونشاهد مؤسساتنا تفسد و تمارس.التنكيل
و نشاهد من يمثل منظومة الاحتلال منا وفينا ينكل ويرتكب الإجرام فينا موجود بيننا يمارس عمله بشكل طبيعي في افتعال الأزمات ‘التي أوصلت الكثير من الجنوبيين إلى الانتحار والهروب ‘ والدمار النفسي والسجون …
أؤكد لكم أنه ..لن يستطيع أحد الإجابة ويقول انتصرنا لأن الهزيمة نكراء ” ورغم هذا هي تمثل أسوأ ما استطاعت منظومة صنعاء شراءه و استغلاله و تجييره ضد الجنوب وانعكاس الهزيمة مدمر على المدى القصير …
لهذا الهزيمة هي من ستجعل الكثير منا يلتزم الصمت مهزوما لأن مجرد أن نقولها سنفقد الأمل الأخير
فالانتصارات الوطنية لا تسمى انتصارات إن لم يتحقق فيها هدف الجميع. ….
محمد علي الحريبي
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 20, 2024
نوفمبر 20, 2024