من تعز إلى صنعاء، سرقت حوادث الموت بهجة العيد وتحولت اليمن برمتها لخيمة عزاء مفتوحة، وتحولت التهنئة العيد لصور سوداء لإعلان الحداد.
ففي تعز، كان اليمنيون على موعد مع حادثة سير جديدة أودت بحياة 11 مسافرا كانوا على متن حافلة صغيرة وذلك بعد سقوطها من “هيجة العبد”، المنفذ الوحيد للمحافظة التي تقطع فيها مليشيات الحوثي جميع الطرقات والمنافذ.
وقال مصدر محلي يمني لـ”العين الإخبارية”، إن حافلة ركاب صغيرة كانت تقل أكثر من 15 مسافرا من صنعاء إلى تعز سقطت في منفذ “هيجة العبد” جنوبي المحافظة وهو منفذ جبلي وعر يصفه الكثيرون بأنه “طريق الموت”.
“رصاص الحوثي” يرتكب مجزرة في صنعاء.. الزكاة للمليشيات والموت للفقراء وأوضح المصدر أن الحادث أدى لسقوط نحو 11 قتيلا على الأقل، وأصيب 4 آخرون في ثاني حادثة تهز الرأي العام بعد واقعة التدافع في صنعاء والتي خلفت مئات الضحايا.
حصار تعز وأعادت حادثة “هيجة العبد” حصار تعز إلى واجهة المشهد اليمني، حيث حمل ناشطون مليشيات الحوثي مسؤولية الحادثة التي تعد ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، بسبب حصار المليشيات الجائر الذي تفرضه على المدينة التي يقطنها أكثر من 5 ملايين نسمة.
حادث سير في هيجة العبد بتعز
ودعا الناشط اليمني مهدي حمود الأطراف اليمنية إلى فتح جميع طرقات الرئيسية وكلاً من موقع سيطرته، وقال “لماذا الإصرار على تعذيب وقتل اليمنيين، إن إغلاق الطرقات هو حصار داخلي لا يبرر “.
وأعتبر أن فتح الطرقات يعد أختبار صعب ويفضح موقف الحوثيين داخليا وخارجيا لأنه يكشف قبح تلك المشاريع الجاري تنفيذها بحق اليمن وتكشف خارطة تقسيم وتمزيق اليمن، في إشارة لمشروع مليشيات الحوثي.
فيما قال الناشط اليمني أحمد الزراجي، “متى سيفك الحوثيين الحصار عن أبناء تعز بفتح الطرقات المغلقة؟ ومتى سيتم التفاوض بجدية بين جميع الأطراف لفتح جميع الطرقات لاسيما من قبل الحوثيين”.
وقال “هيجة العبد أو ما يسمونه طريق الموت كل يوم يموت فيه العشرات من الأبرياء كلهم من العمال والكادحين الذي كانوا عائدين من عدن، سافروا وكلهم فرح بأن يلتقوا بأطفالهم وعوائلهم بعد طول غياب ولأشهر عديده وهم مغتربين للبحث عن لقمة العيش لأطفالهم”.
خيمة عزاء في صنعاء وفي صنعاء، ارتفعت حصيلة التدافع إلى نحو 100 قتيل، وسط تكتم مليشيات الحوثي عن أعداد الضحايا في حادثة هي أكبر حوداث التدافع في العالم منذ سنوات.
حادث التدافع بصنعاء
ووقعت حادثة التدافع بعد إطلاق عناصر المليشيات الرصاص فوق حشود اصطفوا في طوابير طويلة أمام مركز لتوزيع المساعدات.
ورغم تكتم مليشيات الحوثي على الرواية، إلا أن شهود عيان وضحايا فضحوا المليشيات بعد تقديمهم شهادات بأن عناصر مسلحة للحوثيين عمدت لإطلاق النار ما تسبب بتدافع المحتشدين لاستلام زكاة الفطر من أحد التجار.
وأثارت مأساة صنعاء تضامنا دوليا واسعا مع اليمن، فيما وجهت الحكومة اليمنية دعوات للمجتمع الدولي لفتح تحقيق شفاف لمعرفة أسباب حادث التدافع، وحملت مليشيات الحوثي مسؤولية الحادثة التي راح ضحيتها المئات.
مأرب-صنعاء.. تبادل جثامين بين الحكومة اليمنية والحوثيين وعم حزن كبير أرجاء اليمن بعد تداول صور الوفيات في تعز وصنعاء، فيما دعا ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي أصدقائهم إلى عدم لبس الجديد والفرح في العيد تضامنا مع الضحايا الذي سقطوا إثر الجوع واغلاق الطرقات.
جثث حادث التدافع بصنعاء
وقال الناشط والإعلامي عبدالسلام القيسي لـ”العين الإخبارية”، إنه “لم تمر 12 ساعة على الكارثة التي حصلت في صنعاء وراح ضحيتها عشرات القتلى، حتى وقعت حادثة جديدة في تعز بسبب حصار الحوثيين”.
وأضاف أنه “لا يمكن أن نفرح ونعيش أجواء العيد مع تواجد هذه المليشيات الحوثية التي تنزع افراحنا وتتسبب بمآسي لكل البلاد”، داعيا إلى تحويل العيد إلى خيمة عزاء مفتوحة وعدم الفرح احتجاجا على إجرام مليشيات الحوثي والتي وقف كسبب رئيسي خلف المأساتين بصنعاء وتعز.