الجمعة , 22 نوفمبر 2024
القمندان نيوز – كتب/ أحمد مطرف :
بالرغم من تنامي الوعي الدولي بأهمية مكافحة الإرهاب من خلال إجراءات جماعية مشتركة وفعالة، إلا أنه مازال الطريق طويلا أمام العالم للتخلص من هذه الآفة، فكل يوم يهتز العالم على وقع أحداث إرهابية هنا وهناك.
أحتل الإرهاب بمختلف أشكاله وصوره جزءا من حياتنا فأصبح حاضرا له حساباته سواء في حاضرنا أو مستقبلنا، انتشار الإرهاب بالعالم ارتبط بتسارع الأحداث الجارية على الساحة السياسية الدولية، وبات خطراً حقيقاً يواجه الوجود البشري بحضارته وإنجازاته، حتى أصبح من اكبر التحديات التي تواجه الحكومات الساعية إلى الاستقرار الوطني والإقليمي والدولي على حد سواء .
المتغيرات الدولية والتحديات الجديدة التي يشكلها النظام الدولي الجديد مع العالم الخارجي، أضافت بعدا جديدا في تنامي ظاهرة الإرهاب عالميا، والذي يستند على إيقاع أكبر الخسائر في الهدف وبأستخدام أشكال وأنواع متعددة من الأسلحة، ناهيك عن عمليات الاغتيالات السياسية، ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هو : هل نحن مجبرون التعايش مع هذا الواقع الأليم؟، في الوقت الذي مازالت هناك فئات من البشر تزعم الدفاع عن الأمم بفكرهم المتطرف للقضاء على الآخرين وترويعهم والنيل منهم، وفي الوقت الذي تخوض الجنوب حربا ضروسا لأستصال الإرهاب من أرضها، هي ملتزمة بمواجهته وتعقبه والقضاء عليه بشكل نهائي وحاسم، وهو ما أكده الرئيس الزبيدي في أكثر من خطاب له.
أمام المجلس الرئاسي تحديات لابد ان ينتصر عليها ومن تلك التحديات تزايد نشاط التنظيمات الإرهابية المتطرفة في الجنوب، الأمر الذي تسعى من خلاله تلك التنظيمات إعاقة مسار المجلس الرئاسي وأضعافه سياسياً، لاسيما وتلك التنطيمات لها أرتباطات وثيقة بقيادات أصبحت خارج المشهد السياسي القادم للبلاد ومنها نائب الرئيس اليمني الأسبق علي محسن الأحمر، مخاوف أفرزتها تحركات العناصر الأرهابية مؤخرا في مديرية المحفد محافظة أبين، وهروب عشرة عناصر من القاعدة من سجون محافظة حضرموت، والافراج عن 31 ارهابيا من القاعدة من سجون صنعاء بأمر من زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي واصدار التنظيم الإرهابي في جزيرة العرب بياناً عبر من خلاله أستئناف عملياته الإرهابية ضد الامارات والسعودية والقوات الجنوبية، وجميع هذة الأحداث تأتي تزامناً بعد تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في البلد، وهو ما يبرهن واقعا لأستمرار التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة في تنفيذ مخططاتها الإرهابية في أستهداف الجنوب .
اذا ينتظر المجلس الرئاسي تحديات صعبة من ظمنها ملف الإرهاب، لذا يتطلب على المجلس الرئاسي جعل هذا الملف من اولوياته والإسراع في تنفيذ اتفاق الرياض ومخرجات مشاورات الرياض بخروج القوات العسكرية المتواجدة في محافظة حضرموت وتوجهها لمقاتلة العدو الرئيسي الحوثي، ان تحقق ذلك سيعطي مؤشر ايجابي في الحد من نشاط الإرهاب في الجنوب، والذي سيعمل على توفير المناخ الملائم والمناسب لعمل المجلس الرئاسي وتحقيق اي نجاحات عسكرية واقتصادية على الارض وهذا يعزز من دور التحالف في المنطقة عسكريا وتأمين خط الملاحة الدولية، كون الإرهاب القائم في شبة الجزيرة العربية موجه على مناطق الجنوب تحديداً وهو مايعطي أنذار خطر مبكر على المجلس الرئاسي خلال الايام القادمة .
شهد الجنوب خلال اواخر شهر مارس الماضي سلسلة من التفجيرات والأغتيالات السياسية، بدءً بفعالية عتق وما حدث فيها من تفجير إرهابي غادر أستهدف سيارة قائد اللواء الثامن عمالقة بعبوة لاصقة لم يسفر عن وقوع اي اصابات، وماسبق هذة الحادثة الإرهابية الإجرامية من محاولة أغتيال القائد عبد اللطيف السيد بتفجير إرهابي في أبين راح ضحيته عدد من مرافقيه بين قتيل وجريح، وعملية أغتيال القائد الجنوبي اللواء ركن ثابت مثنى جواس ومرافقيه بتفجير إرهابي هو الأكبر والأشنع في الجنوب يستهدف قائد عسكري من طراز القائد جواس رحمة الله عليه، كما نفذ الارهابيون عملية اغتيال للقائد النقيب كرم المشرقي بكمين إرهابي غادر وسط مدينة الشيخ عثمان بالعاصمة عدن، وجميع تلك العمليات الإرهابية والإجرامية من صناعة التنظيمات الإرهابية المتطرفة، المتمثلة بميليشيات “الحوثي، والإخوان، والقاعدة وداعش” وهي تضاف إلى جرائمهم البشعة ضد الإنسانية والشعب الجنوبي .
“ثالوث الإرهاب”لايشكل خطر على الجنوب فحسب! بل هو الخطر الذي يداهم المنطقة والاقليم ككل، وإن هذه الإعمال العدائية التي تمارسها هذه التنظيمات ليست وليدة اليوم بل هي أمتداد لتحالفات سابقة، كانت ولازالت مصدر خطر وكوارث ضد الجنوب وشعبه منذُ حرب صيف 94م .
بدأت هذة القوى تدق ناقوس الخطر على الجنوب في حربها الأولى والثانية، وأستخدمت من أجل الوصول إلى تحقيق أهدافها بشتى الوسائل، والسيطرة على الجنوب وخيراته هو ملاذها الأول والأخير، صناعة الموت وتصدير الإرهاب والتدمير الممنهج هو السلاح الذي تحاول من خلاله جعل الجنوب منطقة غير آمنه ومستقره.
تواصل تلك التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة هجومها العدائي وعملياتها الإرهابية ضد المدنيين وأستهداف الكوادر والقيادات الجنوبية الأمنية والعسكرية، ضمن مخططات سابقة بتمويل ودعم خارجي، وكل هذة المخططات التي عملت على أستهداف الجنوب الأرض والانسان الهدف منه واضح وصريح وهو منع الجنوب من تحقيق اهدافة السياسية في إستعادة دولته الجنوبية صاحبة الموقع الجغرافي الهام والأرض الغنيه بالثروة.
هذة التنظيمات والجماعات الإرهابية التي تقودها وتدعمها قوى داخليه وخارجية يجمعها هدف وأحد هو تدمير الجنوب والاستمرار في سلب ونهب ثرواته؟، وإنتاج الإرهاب بكل أشكاله وصوره، فكلما ضيق عليها الخناق سياسياً وعسكرياً، تلجئ لنفس الأسلوب الماكر والجبان في حربها ضد الجنوب وشعبه واستخدام ورقة الإرهاب .
في الحرب الأولى وتحديدا في عام 1994م شن نظام الهالك صالح والتنطيمات المتطرفة حرباً بربريه وأحتلال الجنوب، وجعلوا من الجنوب ساحة للإرهاب كما هو اليوم في محاولة إعادة السيناريو من جديد في العاصمة عدن والجنوب عامة، فقد تم إنشاء المعسكرات لها وتدريب عناصرها، وتنفيذ العمليات الإرهابية كالاغتيالات والتفجيرات، واستخدام ورقة الإرهاب كفزاعة ووسيلة ابتزاز على المجتمع الدولي وكسب المال وتحقيق مآرب سياسية أخرى .
ومنذُ ذلك الحين والجنوب ساحة حرب وتدمير، حيث كانت بعض المدن من وجهة نظر الإرهابيين عبارة عن إمارات تابعة للدولة الأسلامية، وكان الجنوب يرزح تحت وطأة الاحتلال اليمني والجماعات الإرهابية المتطرفة، منذُ 32 عاماً لم تتغير تحالفاتها وحسابات وأطماعها في الجنوب، لازالت تواصل نفس النهج والمخططات العدائية والوسائل التدميرية تاره بعمليات أرهابية تستهدف القيادات العسكرية والامنية والمسؤولين المدنيين من أبناء الجنوب، وأخرى بحرب الخدمات وانقطاع رواتب العسكريين، وأحتكار السوق، والتلاعب بأسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية .
وجاءت الحرب الثانية على الجنوب في عام 2015م بنفس التحالف الحوثي وصالح والتخادم الإخواني الحوثي القاعدي الداعشي، وهي الحرب التي كان للجنوب أن يقول كلمتة فيها “جنوب اليوم ليست جنوب الأمس” حيث تصدى الجنوب بكل ابطاله وفئاته لهذا الغزو البرري الهمجي، في ظل مقاومة جنوبية شرسة لقنت الاعداء دروساً لن ولم يستطيعوا نسيانها على أرض الجنوب، وكانت لطلائع المقاومة الجنوبية بقيادة ابن الجنوب البار الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي وبجانبه الرجال المخلصين لهذا الوطن وقضيته العادلة الدور الفاعل في تحرير مناطق ومدن الجنوب والعمل مع التحالف العربي كشريك حقيقي، على الأرض قاد الأنتصارات العظيمة حتى وصل للعمق الشمالي، وكان للمجلس الانتقالي الجنوبي الحامل السياسي للقضية الجنوبية الدور الأبرز في تغيير موازين المعادلة السياسية ولخبطت حسابات قوى التطرف والإرهاب وداعميها، وحسم المعركة مع الإعداء مبكراً، ودك أوكار العناصر الإرهابية، وقدمت القوات المسلحة الجنوبية نموذجاً فريداً في حسم المعارك وردع الإرهاب .
لعبت الجماعات الإرهابية المتطرفة آبان حكم نظام صالح دوراً في إظهار الجنوب على أنه منطقة غير آمنه ومستقره، وأستثمر حلفاؤه ورقة الإرهاب في عهده ومن بعده إلى يومنا هذا، لقد أستطاع الجنوب أن يكشف تحالفات الأعداء ويسقط ورقة الإرهاب، الرهان الذي يعول عليها ألاعداء في كسب المعركة، ولكي تحكم القوات المسلحة الجنوبية قبضتها في الجنوب، يتطلب مزيداً من الدعم العسكري واللوجستي، فقد حققت القوات المسلحة الجنوبية نجاحا عسكرياً في دك اوكار الارهاب وآستصال شافته وعلى قيادة دول التحالف العربي تقديم الدعم اللازم للقوات الجنوبية، فالقضاء على هذه التنظميات الإرهابية وشل خطورتها يبداء من تأمين الجنوب والمياه الاقليمية في البحر الاحمر وبحر العرب وهو ماسيعطي دول الجوار والمنطقة بأسرها الأمن والاستقرار المستدام .
ويأتي عودة نشاط التنظيمات الإرهابية المتطرفة (المجاهدين) في الجنوب بعد أن شهد الشرق الأوسط متغيرات من خلال سيطرة جماعة طالبان على الحكم في افغانستان وخروج القوات الإمريكية، وتلك التحولات ستؤثر سلباً على المنطقة، في حين لازال تواجد القوات الإخوانية التابعة للمنطقة العسكرية الأولى في المحافظات الجنوبية حضرموت والمهرة وباقي مناطق الجنوب يخدم تحرك الجماعات الإرهابية المتطرفه بسهولة، ويضع مناطق الساحل الشرقي في الجنوب تحت الخطر، لاسيما وقد ذكرت بعض التقارير الصحفية أستخدام الحوثيين منفذ سلطنة عمان ـ المهرة الجنوبية لعمليات تهريب السلاح الى مناطق سيـطرة الميليشيات الحوثية، علماً بأن أنشطة تلك التنظيمات يعتمد على بيع السلاح والمخدرات في المنطقة، وهو مايعطي مؤشرا حقيقيا وخطيرا لعودة نشاط هذة الجماعات على الرقعة الجنوبية.
لذا يجب على دول التحالف العربي والمجلس الرئاسي إدارك حجم الخطر والعمل على تأمين الجنوب والمياه الاقليمية من خلال تقديم الدعم الكافي للقوات المسلحة الجنوبية وخفر السواحل، لكي يتسنى لها تأمين الجنوب والمنطقة العربية .
أن الانتصار في هذا المعترك الخطير يبدأ من معركة الوعي، فالإرهاب يغرس جذوره في ظل غياب الوعي، وعندما يعي المجتمع ككل والشباب في تحديد مدى خطورة الإرهاب بالتأكيد، فهذا من شأنة يقطع نصف الطريق في الاتجاه الصحيح .
وهنا لابد من تجديد الخطاب الديني ومكافحة التهديد المستمر من تنامي الفكر المتطرف، ويقع الدور على وزارة الاوقاف والإرشاد وخطباء المساجد لمواجهة الأفكار الدينية المتطرفة وتجفيف المنابع الفكرية للإرهاب، وفي نفس الوقت سعي الحكومة إلى النهوض باقتصادها من خلال إطلاق العنان لإمكنياتها الداخلية، وتحسين الواقع المعيشي للمواطن، وتنفيذ خطة طموحة لإنعاش البلد، كون التنمية هي الطوق الأساسي لمعالجة جميع المشكلات، وهذا سيساعد على استصال الإرهاب من جذوزه .
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 19, 2024
نوفمبر 17, 2024
نوفمبر 11, 2024