جعلت البروباغندا الإخوانية من إلغاء حفل فني في “مأرب” تسونامي يهدد التنظيم، أشعلوها وشعللوها وجعلوه عنوانًا لانشقاقات ظلت مخفية، ويهدد محافظ مأرب بالويل والثبور بل توعدت توكل “العرادة” بمصير “عفاش” وأنها صمتت على ما هرّبه للخارج من أموال طائلة، لكنها لن تصمت على منع الحفل الراقص لـ”ماريا”، وأنها تعتذر لنفسها عن كل كلمة مدح في “العرادة”، وآخرون يؤكدون أن المنع صدر من الرياض، وآخرون يؤكدون أن أيدي العفاشيين وصلت مأرب فأوقفت حفل فبراير وأنه أمر خطير لا يجب السكوت عنه وأنهم بحاجة لتجديد الثورة ضد العفاشيين.
أي ثورة و”السامان” كله نفاه الحوثي؟ أثورة في الفنادق أم في تويتر؟
كل تلك البروباغندا لا تعني بحال من الأحوال أي دلالة على خلاف فصائل إخوانية وسواء هذا الحفل رعته الإخوانية “توكل كرمان” لإعطاء رسالة في أمريكا أن إخوان اليمن منفتحون، أو أنه بفتوى تنظيمية إخوانية يتم إشهاره ثم يتم منعه بذريعة الإرهاب في إطار ذرائعي يفيد التنظيم في علاقاته، فالجدل الذي أُثير جدل هامشي لا يعكس خلافات وانشقاقات بل يعطي رسالة للتحالف خاصة بأن إخوان اليمن يعانون خلافات عميقة بينما في خطة تكتيكية “لذر الدمار على عيون استشعارات التحالف”.
إن المراجعات الإخوانية العميقة تكون نتائجها تقييم للتجربة الحركية والتنظيمية والسياسية، ويترتب عليها تغيير الخطاب والآليات ونتائجها إما اعتدالا أو تطرفا، فأحيانا يعاد التأسيس الإخواني كمراجعات “سيد قطب ” في مصر أو انشقاقات كانشقاقات جماعة التكفير والهجرة عن الإخوان ثم انشقاق جماعة الجهاد أو انشقاق “أبو العلا ماضي” وتياره المعتدل وتأسيسه “حزب الوسط” في مصر أو المراجعات التي اعتملت في الجسم الإخواني السوري قبل وبعد مذبحة “حماة” التي ارتكبها “الأسد الأب” أما مراجعات وانشقاقات وخلافات في جسد إخوان اليمن حول مغنية فهي مثار سخرية أكثر منها عنوان خلاف!
إن تضخيم الخلاف على مغنية يقال إنه كفلها “تيار توكل” لا يشكل حالة انقسام في صفوف حزب الإصلاح الإخواني بل رسالة تمويه بأن إخوان اليمن يشهدون انشقاقات وتصدعات لكنهم اختاروا هذه المرة عنوانًا “ما له طعم” ليعبّر عن تلك الانشقاقات المُفترضة.
رسالة تمويه للتحالف العربي الهدف أن يحافظ “تيار إخواني ما” على مكاسب الحزب ليعاد دمجه في أي عملية سياسية قد يكون التنظيم استشعر استبعاده عنها فكانت حجة الخلافات، فاختاروا للخلاف عنوانًا ليس مؤثرًا على البنية التنظيمية أو الأيديولوجية فيصدّعها ليعطي صوتا عن خلافات عميقة فحصار الحفل بقوة أمنية في فندق بلقيس بمأرب اليمنية “مركز تجمع الإخوان” لا يعبر عن خلاف بل قد يعكس حالة مضطربة في مأرب من التواجد الإخواني فيها وقد يكون “العرادة” يريد أن يبتعد خطوات عن الإخوان في رسالة تمويه للتحالف العربي لكي يحافظ هو وتياره -إن وُجِد – على مكاسب الحزب بحجة أن هناك خلافات وانشقاقات وحمائم وصقور في التجمع اليمني للإصلاح “إخوان اليمن”