الجمعة , 22 نوفمبر 2024
القمندان نيوز – محمد عكاشة
أعرف معدنك الأصيل وأنك لن تنخدع بسهولة من تهافت الأفاعي إلى مقر إقامتك في الرياض ولكن حرصنا على حياة المحرك الدافع للثورة الجنوبية يجعلنا نسدي لك النصائح وأنت المحرك الجبار الذي يقود الثورة الجنوبية إلى بر الأمان..
سأعطيك موقف حصل معنا في مدينة مارب عام 98م خرجنا ذات يوم مجموعة من الضباط الجنوبيين نتمشى في شوارع مارب كان الشارع الرئيسي الممتد من شارع المطار إلى القصر الجمهوري في حالة تبليط رصيف الشارع بالبلاط المنقش القوي أثار أعجابنا رغم جراحنا فنحن جبلنا على حب الجمال من جمال مدينتنا الحبيبة عدن..
وفي الجانب الأيمن كان الوقت ليلا وفي ركن الشارع الفرعي الذي يؤدي إلى سوق الخضار أثار إنتباهي طفل يحمل مطرقة ويحطم البلاط المرصوف في الرصيف جاء رجل ونهى الطفل عن تحطيم البلاط فما كان من ملاك المحل والمحلات المجاورة إلا أن تداعوا ليس لزجر الطفل الذي يحطم البلاط بل لشتيمة الرجل الذي نهى الطفل عن العمل المشين..
سألوا الرجل من أين أنت ..
فقال لهم من حاشد.
فما كان جوابهم إلا أن أنهالوا عليه ضربا..
ونحن الجنوبيين ندرك حجم العداء الظاهر بين قبائل مارب وقبائل حاشد لكن المخفي بينهم مودة ومحبة حزبية ومصلحية..
وبكل فضول وأمام زملائي الذين نهوني عن التدخل تدخلت ولم نعلم خفايا التحالفات السرية..
قلت لهم..
لماذا تضربون الرجل الذي نهى الطفل عن التخريب.. ماهو الخطأ الذي أرتكبه غير أنه نهى عن المنكر..
أجابوني كعادتهم مع أي شخص غريب عنهم..
وأنت مادخلك..
ومن أي منطقة أنت..؟
وهذا الأستفسار دائما مايسئلون الشخص عن منطقته..
قلت لهم جنوبي رأيت الخطأ لعلي أبدي لكم النصح عن منكر مافعلتم..
قالوا لي..
جنوبي أبعد كل مافعلوه هؤلاء من ظلم وإجحاف بكم تدافع عنهم…
فقلت لهم ومادخل بلاط الرصيف من ظلمهم وإجحافهم نزاعنا معهم بأخلاق فإذا عادينا عادينا النخبة الظالمة وليس بلاط الشارع..
عندها مرت دورية كانت الدورية من المنطقة العسكرية وجميع جنودها من الهضبة ..
أولئك القوم أرتموا في وجه الدورية بالشالات والمشدات وعند الله وعندكم أنقذونا من هذا الجنوبي الذي يتدخل في شئوننا..
فقال قائدهم ..
وفيما تدخل؟
قالو هذا الطفل كسر البلاط وهذا جاء يمنع الطفل ويدعي أنه يسدي لنا النصح بإسلوب غير مرغوب..
كان جوابهم غريب وعجيب ينم عن مصلحة واحدة عداوة ظاهرة لكنهم متفقين بينهم على الشر..
قال قائد الدورية موجها كلامه لي ..
وانت مادخلك خليه يكسر البلاط ليش اشتريته أنت من جيبك..
أخذوني زملائي الذين كانوا جاهزين معي في كل المواقف وقالوا لي..
كلهم عجينة واحدة حمام واحد ومرحاض واحد…
أخي الرئيس هناك مواقف حصلت بيننا وبينهم يشيب لها الراس كنا نظن أن سكان المناطق الشافعية يضمرون العداء للهضبة الزيدية لكن العجيب أن العداء ظاهر والمخفي مودة ومحبة..
شكلوا لنا الجواسيس لمراقبتنا وإرسال التقارير عن تحركاتنا ونحن الجنوبيين ومودة بيننا نسير في جماعات ليس لغرض سياسي ولكننا لم ننسجم معهم إطلاقا..
كان الجاسوس يتتبعنا نعرف إنه جاسوس وللأسف يطلع الجاسوس من إب أو تعز لم نتعود على هذه الظاهرة في معسكراتنا أمسكنا بواحد منهم وأخذناه إلى أركان اللواء محمد السياني ..
ونتيجة لقرب عملي في عمليات اللواء تحت أمرة أركان اللواء طلب أركان اللواء أن أدخل المكتب بمفردي.
دخلت المكتب إلا وأركان اللواء يفاجئني بمالم أتوقعه وقال لي بالحرف الواحد..
إضربوا الجاسوس ودقوا راسه..
إنذهلت من كلامه وقلت له..
ألم تأمروهم أنتم لهذه المهمة..
قال..
لا يافندم محمد والله غلبنا معاهم ولانعلم لحساب من يشتغلون حتى نحن يتجسسون علينا.. إضربوا الجاسوس واضربوا كل الجواسيس..
يالله لم نصل معهم إلى طرف لا نعرف خباثتهم نحن أناس تربينا على الصدق..
إقسم لك بالله ياسيادة الرئيس أنها قد حصلت مشكلة بين القيادات الجنوبية والقيادات الشمالية في الدفاع عن الجنود الجنوبيين وتدخل ضابط الإستخبارات عبد السلام العنسي ومال في موقفه إلى جانبنا..
المشكلة كبيرة لا أستطيع أن أحصرها بهذه العجالة..
واستمرت فتنة كبيرة لمدة أسبوع كادت أن تعصف باللواء
ولما كاد العنسي أن يصل إلى قلب الحقيقة أرسلوا له الطقم وقبضوا عليه ورحلوه إلى صنعاء وكنا على يقين أنه مازال في اللواء ليفاجئنا قائد اللواء منصور الجرباني في اليوم الثاني ويعتذر لنا عما فعله الرائد عبد السلام العنسي وأنه هو سبب المشكلة وهو الذي دفع بالجنوبيين للغضب من تصرفات القيادات الشمالية وعلى رأسهم أركان اللواء وهو الذي حرض القيادات الشمالية ضد الجنوبيين..
وفي نفس الوقت ذهب أركان اللواء بسيارته يرافق عبدالسلام العنسي حسب ماقال قائد اللواء أنه المتهم الرئيسي بإثارة الفتنة وأنه سيقدم للقضاء العسكري..
عرفنا أنه كاذب ولكننا لم نستطع أن نتوصل معهم إلى طرف نتيجة لمراوغتهم وخداعهم..
ولقد علمنا من بعد أن الرائد عبدالسلام العنسي قد عاد إلى دائرة الإستخبارات العسكرية بوزارة الدفاع ليزاول عمله فيها ولم يدخلوه القضاء العسكري حسب إدعائهم..
وهذا عبدالسلام العنسي صاحب الفضيحة الكبيرة قبل حرب 94م مع الرصّاص والخنيعة الذي ادعى أن الإستخبارات الجنوبية أدخلوا في جحره قارورة.. وعرضوا حديثه وملابسه ملطخة بدم كذب ذلك سيناريوا خبيث أعدوه في أروقة الإستخبارات العسكرية في صنعاء وعبدالسلام العنسي هو المخرج..
عندما حدثت الفتنة الكبرى بيننا وبينهم كان قائد المنطقة العسكرية على علم وقد أبدى إستعداده لإنصافنا فبعد ترحيل عبدالسلام العنسي إلى صنعاء تفاجئنا في اليوم الثاني أن قائد المنطقة قد غادر هو إيضا إلى صنعاء..
لقد دبلجوا بكل خبث خيوط لعبة قذرة وقطعوا كل ألاوتار لوئد قضية حقوقية ظلت وصمة عار في جبين اللواء والمنطقة العسكرية حتى جاء الوقت بعد عامين وأبعدونا قسرا من عملنا فوجدنا أن كل المبعدين هم الذين رفضوا الظلم والإجحاف الذي طالنا…
أخي الرئيس عيدروس الزبيدي سيطلبون منك زيارة جبهاتهم القتالية على أساس أنك نائب الرئيس للشئون العسكرية فاحذر منهم وفوض من يقوم بزيارة الجبهات ممن ينوب عنك فهم أهل غدر وخيانة لا تأمن جانبهم..واحذر من وجودهم بجانبك..
لقد سردت لك الشيئ القليل من خبثهم ومكرهم لم نستطع التعايش معهم إلا بضع سنيين..
فاحذر منهم ولاتدفعك نشوة المنصب فتقع في دوامة مكرهم وخبثهم..
وإني لك من الناصحين..
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 19, 2024
نوفمبر 17, 2024
نوفمبر 11, 2024