إذا عدنا للماضي في عهد جمهورية اليمن الديمقراطي، رغم كل ما حصل من اقتتال بين الرفاق، لكن كانت هناك دولة نظام وقانون في كل أمور الحياة المدنية والعسكرية فلا تجد عسكرياً مهما كانت رتبته حاملًا سلاحًا خارج الدوام الرسمي، وهذا يعرفه كل من عاش في تلك المرحلة حتى رجال أمن الدولة (الاستخبارات) كان سلاحه مخفيًا يحاول أن لا يراه أحد وهذا بحكم طبيعة عمله وهذا أبسط مثال على ما كان في تلك الفترة (والنبي صلى الله وعليه وسلم سأل الله الأمن قبل الإيمان) وفي المقابل إذا قارنا زمن اليمن الديمقراطي بزمن الوحدة في حمل السلاح نجد أن الفرق كبير وشاسع لا يقارن ولو بعشرة في المائة فكان المشائخ لهم حرية التصرف بحمل السلاح له والمرافقين كان سلاحا عاديا أو متوسطا وليس هناك من يحكمه.
وبعد الأحداث الأخيرة وإخراج الحوثي من عدن انتشرت الأسلحة بين الصغير والكبير وبرغم الحملات الأمنية التي قام بها الحزام الأمني على أوكار تجار للسلاح وتم مصادرتها إلا أنه يتبقى وجود أسلحة شخصية يحملها الشباب في الأعراس للاستعراض أمام الناس وإن كان لا يستطيع إطلاق الرصاص في الأعراس بعد صدور قرار يمنع إطلاق الرصاص في الأعراس للحد من قتل الأبرياء بسبب الرصاص الراجع الذي أفقد كثيرا من الأسر أفرادها بغير ذنب ارتكبه ولا يعلمون من القاتل.
لكن للأسف الشديد يلجأ بعض الشباب لحمل السلاح الأبيض واستخدامه في المشاجرات وهذا كثير ما يحدث حتى يصل الأمر للقتل بسبب الشيطان الذي زين للقاتل استخدام هذا النوع من السلاح، ثم يحصل ما لم يكن في الحسبان والندم والتأسف والبكاء والعويل من القاتل بسبب تهوره وحمله لهذا السلاح الأبيض الذي كان يجب التخلص منه لأنه لا يجلب الخير بل حمله هو الشر بعينه وكم من حوادث حصلت من قتل ارتكبت ساعة الغضب بسبب وجود السلاح.
إن شريعتنا الإسلامية قد بينت مخاطر حمل السلاح والعبث به دون حاجة ولو على سبيل المزاح.
عَن أبي هُرَيْرَة ﷺ عَنْ رَسُولِ اللَّه ﷺ قَال: لاَ يشِرْ أحَدُكُمْ إلَى أخِيهِ بِالسِّلاَحِ، فَإنَّهُ لاَ يَدْرِي لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ، فَيَقَعَ فِي حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ. متفقٌ عليهِ، وفي رِوَايةٍ لِمُسْلِمٍ قَالَ: قَالَ أبُو الْقَاسِمِ ﷺ: مَنْ أشارَ إلَى أخيهِ بِحَدِيدَةٍ، فَإنَّ المَلائِكةَ تَلْعنُهُ حتَّى يَنْزِعَ، وإنْ كَان أخَاهُ لأبِيهِ وأُمِّهِ وقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا مرَّ أحدكم في مسجدنا، أو في سوقنا، ومعه نبلٌ (أي: سهمٌ) فليمسك على نصالها، أو قال: فليقبض بكفه؛ أن يصيب أحدًا من المسلمين منها بشيء، فكيف بمن يشير بسلاحٍ رشاشٍ؟ وكيف بمن يتعمد إطلاق النار من تلك الأسلحة في جمع كبير من الناس، وفي مناسباتهم؟! أليس النهي في حقه أشد؟!
متى يدرك شبابنا مخاطر حمل السلاح كان في الأعراس أو المشاجرات فهو شر محض يزينه الشيطان والنفس السيئة ثم تكون بعد ذلك الحسرة والندامة وكذا الآباء لهم دور بارز في توعية الأبناء في مخاطر حمل السلاح لكن للأسف تجد بعض الآباء لهم دور سلبي في تشجيع الأبناء لحملهم السلاح وهذا يدل على عدم الوعي والثقافة الدخيلة على مجتمعنا التي تحتاج إلى توعيه من قبل مؤسسات المجتمع المدني وأئمة المساجد حول مخاطر حمل السلاح الذي أردى كم من شخص فكان قتيلًا دون جرم