ناشد مركز أوسان للحفاظ على الموروث الثقافي سلطة العاصمة عدن المحلية، بالإيقاف المؤقت لحفريات الصرف الصحي بشارع البريد بمدينة كريتر.
وأسفرت أعمال حفر لتبديل مواسير المياه بجانب ملعب الحبيشي ومنارة جامع عدن بمديرية كريتر بمدينة عدن عن ظهور أحجار وطوب أحمر وكذلك بقايا ثلاث قواعد (أعمدة) متباعدة مبنية من الحجر وخلطة البوميس يعتقد أنها كانت ضمن القواعد التي كان يرتكز عليها جامع عدن الذي بُني قبل أكثر من ألف وثلاث مئة عام.
فيما قام الأمين العام لمركز أوسان للحفاظ على الموروث الثقافي الدكتورة هيفاء مكاوي أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية رئيس قسم الآثار والسياحة بكلية الآداب بالنزول الميداني إلى موقع حفريات الصرف الصحي بشارع البريد، وتم العثور على آثار لجدران وقطع الفخار مزجج والخزف.
وثم الاختلاف على سبب تهدمه بين الكوارث الطبيعية ونيران المدافع التي كانت تستخدمها القوات البريطانية أثناء هجومها على عدن قبل مئة وخمسة وثمانين عاما.
كذلك أسفرت أعمال الحفر عن ظهور عظام وشواهد تعود لقبور وأضرحة قديمة رجح بعض المُؤرخين أنها تابعة لمقبرة البصّال الواقعة ما بين جامع عدن ومسجد الإمام محمد أحمد الذهيبي المعروف بالبصّال، حيث تُعد تلك المقبرة إحدى أقدم مقابر مدينة عدن قبل إلغائها ودفنها من قبل السلطات البريطانية التي استعمرت مدينة عدن وأعادت تخطيطها العمراني من جديد.
وظهرت أيضاً أثناء الحفر ساقية (قناة) تحت الأرض لتصريف مياه الأمطار مبنية من الأحجار وخلطة البوميس متصلة بسيلة تصريف الأمطار الموجودة حالياً خلف البنك الأهلي بكريتر، حيث تبين حسب أحد خبراء الآثار أن تاريخ إنشائها يعود إلى مئات السنين إلا أنها ردمت بالأحجار والأتربة قبل فترة زمنية طويلة بغرض إلغائها.
وناشد المركز قيادة السلطة المحلية بالمديرية، والهيئة العامة للآثار، وهيئة المدن التاريخية بسرعة التوجية بالإيقاف المؤقت للحفريات وإنزال فريق مختص لتوثيق الموقع خاصة وأن الموقع مختلف عليه بين الباحثين حول المنارة وإذا ما كانت بقايا جامع عدن الكبير الذي بناه الخليفة عمر بن عبدالعزيز، مشيراً إلى أن ذلك يساعد في الكشف عن تاريخ مدينة العدن القديمة.