إن الأوضاع الراهنة التي يمر بها جنوبنا الحبيب ، في ظل هذه المرحلة المعقدة، التي بلغ فيها الهدم والفساد والتدمير والمكر والتآمر ذروته ،لدرجةٍ لاتُحتمل ولاتُطاق على كافة المستويات والاتجاهات الاقتصادية والسياسية والأمنية .. في سيناريو واضح لتحويل الجنوب إلى مسرح للفوضى والعبث، ومحاولات تركيعه وإجباره على التكيّف مع أطماع احتلالهِ مجدداً ،بطرق دنيئة وخبيثة ، دون وضع أي اعتبار لقوافل الشهداء التي روت بدمائها الأرض ،في سبيل التحرير واستعادة الدولة الجنوبية المستقلة، كاملة السيادة ، وبحدود ماقبل ٢١ مايو ١٩٩٠م.
لقد نفد الصبر وبلغ السيل الزبى في ظل هذا الواقع السيء والكارثي الذي دفع ويدفع ثمنه الجنوب ، رغم كل ما أبدته القيادة السياسية في المجلس الانتقالي الجنوبي من أناة وصبر ومرونة؛ في سبيل المضي في الطريق الآمن الذي يضمن الهدف الجنوبي ويحفظ كرامة الشعب .. لكن للأسف الشديد كان جزاء الجنوب كـ”جزاء سنمار” !
لقد جُلد الجنوب بسوط صديقه وعدوّه في آن واحد..
انهيار كارثي في قيمة العملة المحلية،وغلاء فاحش،ومجاعة لم يشهدها الجنوب من قبل، في ظل انقطاع الرواتب وانعدام الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وغاز الطبخ ومشتقات نفطية الخ ، كما أن البلد في هدم ودمار مريع على كافة المستويات.. وآخر مؤامراتهم ،هي تلك المحاولات المكشوفة لسحب بساط المشروع الجنوبي الممهور بدماء آلاف الشهداء،وتسليم الجنوب مجدداً لقوى وأحزاب الاحتلال،وإعادة إنتاجه مرةً أخرى بإحياء تحالف غزو الجنوب واحتلاله في صيف ١٩٩٤م !!
وفي المقابل هنالك تمييع واضح لـ” اتفاق الرياض” وعدم جدية تنفيذه من قبل شرعية الفنادق ومن خلفها التحالف ،في سياق تركيع الجنوب ولي ذراعه ؛أملاً في استسلامه وتنازله عن مشروعه التحرري وهذا ما لايمكن حدوثه مهما كانت التضحيات ،ومهما كان حجم التحديات ..
حقيقةً لقد بلغت القلوب الحناجر جنوباً ، بعد سنوات عجاف من الصبر والأناة وحسن الظن ، وها قد حان الوقت ليقول الجنوب كلمته ، وبالصوت العالي، فالجوع كافر ولن يمهل الشعب من يتاجروا ببؤسهِ ومعاناته أبداً..وعلى هذا الأساس نؤكد الآتي:
– نرفض وبشدة سلوك وسياسة التحالف في محاولاته إركاع الجنوبيين وإخضاعهم ، وتجاهل وتجاوز تضحياتهم ،والضغط في اتجاه تمرير مشاريعه ومشاريع شريعة الاحتلال وأحزابها المرفوضة جنوباً جملةً وتفصيلاً .
– ندعوا المجتمع الدولي والتحالف العربي إلى تحمل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية والأخلاقية تجاه الشعب الذي يئن تحت وطأة المجاعة والإفقار ،في ظل تخلي الشرعية عن مسؤولياتها تجاه الناس..
– نطالب حكومة ( المناصفة ) إلى القيام بمسؤولياتها ،وصرف مرتبات الموظفين ومعالجة انهيار العملة وتفعيل مؤسسات الدولة وتوفير الخدمات للناس ، أو تقديم استقالتها وكشف من يعرقل مهامها؛ ليعرف الشعب عدوه الذي أوصلهُ إلى هذا الحال البائس..
– ندعوا الشعب الجنوبي من المهرة حتى باب المندب إلى ضرورة الاصطفاف والتسامي عن الصغائر وتأجيل أي تباينات،وتحقيق مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي الجنوبي، والمضي خلف القيادة الجنوبية في المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة المناضل / عيدروس الزبيدي حفظه الله ، والاستعداد لخوض المرحلة القادمة التي فُرضت على الجنوب، فإما أن نكون أو لانكون ،انتصاراً لمشروعنا الجنوبي المتمثل في استعادة الدولة الجنوبية ، وفاءً لدماء شهدائنا. الأبرار وجرحانا الأبطال.
– ندعوا قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي إلى إعادة النظر وتصحيح كثير من الأمور التي تسيء للمشروع الجنوبي وتحاول صرفه عن جوهره الحقيقي ،مثل ملف الأراضي، والممارسات السيئة لبعض القيادات الأمنية لاسيما في عدن ،وغير ذلك من الأمور التي لاينبغي أن تحدث تحت راية الجنوب أبداً.
– دعوة الجميع لدعم الجبهات ، ورفدها بكل مقومات الصمود والثبات في وجه الغزاة، وتحمل الجميع مسؤولية الذود والدفاع عن الجنوب، كما ندعوا جميع الناس إلى التكافل والتآخي في ظل عاصفة المجاعة التي تعصف بالشعب ، فنحن على مشارف شهر كريم، ولابد أن ينظر الميسورون بعين الإخاء والتكافل الاجتماعي تجاه إخوانهم من الفقراء والمساكين والمحتاجين وأسر الشهداء والجرحى وكل ذي حاجةٍ وفاقة..