الخميس , 21 نوفمبر 2024
القمندان نيوز – بقلم/ عبدالله حسن الردفاني
نصف نضالي منقوش علئ منصة شهداء ردفان والنصف الاخر معلق علئ اشجار ساحة العروض،وضالع
الصمود، ومنحوت علئ جبل شمسان..
طبعاً هناك مدن جنوبية اخرى تحتفي بالنضال وتلوح له بالمناديل والرايات، ولكن ردفان يتنفس النضال ويلبسه ويحمله منذ طفولته..
ان كتابتي الثورية واعمالي النضالية في ردفان كانت حفلة العاب نارية على ارض من الرماد الساخن، في ” ردفان” في ساحة الشهداء كان الردفانيون يجلسون كالعصافير علئ اعمدة المنصة وسطوح المنازل ويضيئون الليل بعيونهم التي تختزن كل طفولة الدنياء وطيبتة..
هذا الذي حدث لي ولكلماتي في ردفان شيء لم يحدث في الحلم ولا في الاساطير شيء يشرفني ويسعدني ويبكيني. اناء ابكي دائماً حين يتحول النضال الى معبد والجنوبيون الى مصليين، ابكي دائماً حين لا يجد الجنوبيون مكاناً يجلسون فيه فيجلسون على ارض ردفان المروءات ،ابكي دائماً حين تختلط حدود مرافقيني بحدود الردفانيون فلا اكاد اعرف رفاقي من الردفانيون، ابكي لان مدينة جنوبية مدينة واحدة علئ الاقل لاتزال بخير وردفان بالف خير لانة يفتح للنضال ذراعية كما تفتح شجرة التين الكبيرة ذراعيها لافواج العصافير الربيعية..
ردفان يلبس للنضال اجمل ما عندة من الثياب ويذهب للقاء النضال كما يذهب العاشقون الى موعد غرام..
ردفان بالف خير لانة ربط قدرة بالنضال وبالكلمة الحرة وكلماتي الوطنية التي كتبتها هناك حولها ردفان بحاسيتة النضالية الئ طيور بحرية تخترق زرقة السماء دون تاشيرة ودون جواز سفر حتى صارت كل كلمة تتناسل كما تتناسل الارنب وتصل الئ لسان كل جنوبي من المهرة الى باب المندب،
اي طاقة علئ السفر والرحيل تمتلكة تلك الكلمات لم اكن اتصور قدرتها الهائلة على الحركة والتوالد والاخصاب ،لم اكن اتخيل ان كلمة كتبتها في ردفان بقلم رصاص على ورقة منسية قادرة على تنوير مدينة وبلاد باكملها..
اشعر بالزهو والكبرياء حين ارى حروفي التي نثرتها في رياح ردفان قبل خمسة عشر سنة تورق وتزهر على ضفاف كل روابي الجنوب،
هذا الذي حدث لي ولكتابتي النضالية في ردفان شيء لا يصدق، وهو شهادة حاسمة علئ نقاء النضال الردفاني، فالردفاني يرث النضال كما يرث لون عينيه وطول قامته ويحمله منذ مولده ويحمله كما يحمل اسمه وبطاقته الشخصية..
مفاجاة المفاجٱت لي كان الانسان الردفاني، الانسان في ردفان حادثة نضالية فريدة لاتتكرر، ظاهرة غير طبيعية، خارقة من الخوارق التي تحدث كل عشرة الف سنة مرة واحدة..
كل ردفاني عرفته كان ثائراً او راوية ثورة ففي ردفان اما ان تكون ثائراً او ان تكون عاطل عن العمل..
وهكذا اكتشف ان الخيل من ردفان يبدا مسارها وان النضال ينبع ويتفجر من ردفان كما تتفجر الينابيع من جوف الصخر، اكتشفت ان ردفان يسبح في النضال كما تسبح السمكة في الماء وان ردفان بغير النضال كيان افتراضي ووجود غير قابل للوجود، ثمة مدن جنوبية اخرئ تعيش علئ هامش النضال وتتزين بة كديكور خارجي، اما ردفان فموجود في داخل النضال كما السيف موجود في غمده وملتصغ ومتغلغل فيه كما السكر متغلغل في شرايين العنقود ، واليوم تتفجر الحلاوة كلها وتطلع من مسامات احرفي..
ان الثورة والنضال يلتقيان في نقطة اساسية وهي ردفان الاردة والتغيير – تغير الارض وتغيير الانسان وكما شائت الاقدار لردفان ان يفجر الثورة ضد الانجليز شائت الاقدار لردفان ثانية ان يفجر ثورة ضد الاحتلال الشمالي فهاذة هي ردفان متخصصة في صناعة الثورات..
وهكذا خرج شعبنا في السنين الاولئ من ردفان ليكنس كل بقايا العصر الحجري وكل حصون التخلف وينسف مسرح الفكاهة الشمالي بكل مافيه ومن فيه..
وكالعادة يلتقي النضال والثورة في ردفان لتوليد انسان جنوبي جديد وصناعة عقل جنوبي جديد وزرع قلب جنوبي جديد بعد ما حول بياطرة السياسة والحواة والدجالين قلبة الئ حطبة يابسة لا تثور ولا تنبض..
ولكي يكتمل الفصل عن حديثي في ردفان سيكون هناك مكان كبير للنضال ومكان كبير للثورة فاناء كما عرفتم لا اقيم تخوماً وحدوداً بين النضال والثورة فكلاهما في نضري يتدفق من ينبوع واحد هو ردفان..
فتحية لردفان العضيم.. وتحية للثورة التي لاتاخذ اجازة….
التوقيع/ عبدالله حسن الردفاني
طبعاً طرت وحلقت علئ سماء الجنوب وقصدت احمد عمر بن فريد لا اغوص في اعماقه وانتقي هذا الكلام المسقول كسبائك الذهب لا قدمه لردفان حباً ووفاءا …
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 19, 2024
نوفمبر 17, 2024
نوفمبر 11, 2024