القمندان نيوز – متابعات/ تقرير / سالم لعور :
في مطلع عام 1967م وُلِدَ عيدروس قاسم الزُبيدي بإحدى أرياف محافظة الضالع، وبميلاده سجل التاريخ ميلاد ثائر ومقاوم جنوبي كتب له القدر أن يُغير مجرى التاريخ في جزء أصيل من جنوب شبه الجزيرة العربية، ليخرجه من ظلمات نفق أسوأ احتلال شهده الجنوب العربي في تاريخه إلى بر الأمان ليرى نور الحرية ترسم ملامح ميلاد دولة الجنوب في آفاق فضاءات النطاق الجغرافي لهذا الجزء الأصيل، لترتفع خفاقة في سماء الإقليم والمنطقة العربية والعالم أجمع.
زُبيد الضالع تنجب مقاومًا في موسوعة “رواد الثورات في العالم”
هكذا هم الثائرون على مر العصور، يسجلون أسماءهم في أنصع صفحات التاريخ، منهم من استشهد، ومنهم اعتُقل، ومنهم من سُجن وطورد وحكمت محاكم التفتيش والطغيان عليهم بالإعدام، ومنهم من واصل مشواره النضالي الثوري حتى استقلال بلاده من نير الاحتلال وقوى الظلم والظلام والعبودية والاستبداد.
تشي جيفارا، مارتن لوثر كينج، نيلسون مانديللا، إبراهيم لنكولن، ماو تسي تونج، سعد زغلول، المهاتما غاندي، سيمون بوليفار، عمر المختار، جورج واشنطن، وغيرهم كثيرون لا يتسع لذكرهم، ثوار خلدهم التاريخ، واستطاعوا تغيير مجرياته من أجل تحرير شعوبهم والإنسانية جمعا من قوى الاحتلال والعبودية والطغيان والظلم والجهل والديكتاتورية، ويضاف إليهم القائد الثائر الجنوبي عيدروس الزُبيدي باعتباره الثائر والمقاوم الذي وُلِدَ وتربى وترعرع في الأرض التي لا تعرف إلا الصمود والمقاومة، ضالع الشموخ والعزة والإباء وعنفوان الثورة وشمس الحرية والفداء والتضحية في مختلف المراحل والمنعطفات. المقاوم الثائر الزُبيدي لم يبلغ عنان الشهرة والتاريخ النضالي الثوري فجأة، لكن ذلك أتى بعد أن عركته الحياة وعانى كثيراً من أنواع الظلم والقهر والسجن والمطاردة والحكم بالإعدام ومحاولات الاغتيال.
تلك المعاناة التي عانى منها أبناء الجنوب عامة من أسوأ احتلال أجنبي في التاريخ القديم والمعاصر.
من الإعدام غيابيًا إلى بطل وطني تطأطئ له رؤوس الغزاة
كغيره من الثوار والمناضلين الذين أنذروا حياتهم في سبيل التحرير والاستقلال واستعادة دولتهم الجنوبية من براثن الاحتلال الشمالي للجنوب، والذي بدأ فعلياً في حرب صيف عام 1994م بالانقلاب على الوحدة بين الجنوب والشمال في عام 1990م، والتي اجتاحت فيها قوى الاحتلال اليمني والقوى المتطرفة الإرهابية التكفيرية الشمالية الجنوب في أواسط عام 1994 وتسريح الجنوبيين من أعمالهم عسكريين وأمنيين ومدنيين ونهب ثرواتهم وطمس هويتهم وقمع ثورتهم السلمية وقتلهم وتشريدهم ورميهم في السجون وتجويعهم ومصادرة ممتلكاتهم وحقوقهم وغيرها من السياسات العنصرية والتركيعية التي مورست تجاههم.
كغيره من الثوار الرافضين لتلك السياسات الخاطئة لقوى الاحتلال الشمالية، برز نجم الثائر الجنوبي عيدروس الزُبيدي يلوح في الأفق الثوري بمحافظة الضالع الجنوبية الهوى والهوية، وسرعان ما أشعر بنوره الوضّاء سماء الجنوب وكل شبر من ترابه الطاهر.
تأسيس حركة تقرير المصير وتطهير الضالع من جحافل الغزاة
وكانت البداية حين قرر مع مجموعة من الثوار المقاومين تأسيسه لحركة تقرير المصير “حتم” عام 1996م والتي عملت على اغتيال الرموز السياسية والعسكرية والأمنية التابعة لنظام الاحتلال اليمني الغاشم للجنوب، وحكم عليه مع عدد من رفاق دربه بالإعدام في محاكمة عسكرية غيابياً في عام 1997م من قبل نظام الاحتلال اليمني.. هذهِ الحركة التي أرعبت قوى النفوذ الشمالية المحتلة رغم شحة إمكانياتها كونها اعتمدت على نفسها، ولم تتلقَ أي دعم خارجي كونها ترفضه جملة وتفصيلاً كي لا يؤثر على أهدافها الوطنية التي أنشأت من أجلها هذهِ الحركة، والتي عاد نشاطها وبقوة في عام 2011م واستطاعت أن تلحق خسائر بشرية وأن تدمر آليات عسكرية وتستولي على الأسلحة والعتاد وإلحاق الهزائم في مواجهة جحافل جيش الاحتلال اليمني
التفاف المقاومين حول قائدهم الزُبيدي والسيطرة على لواء المجرم ضبعان
والتف المقاومون حول القائد الزُبيدي واستطاعوا مواجهة الجيش اليمني بعد اعتدائه على مخيم عزاء بسناح الضالع واستمرت لشهور تمت السيطرة على معسكر لواء ضبعان “اللواء 33” وإلحاق الهزيمة بقوات الغزاة الحوثيين وتطهير محافظة الضالع كأول محافظة تتحرر من عدوان الغزو والاحتلال اليمني، وبعدها تمكنت المقاومة الجنوبية بقيادة القائد الزُبيدي من قطع الإمدادات للقوى الغازية بمسيمير لحج وجبهة بلة وتوجت بالسيطرة على قاعدة العند.
تعيينه محافظاً لعدن.. 4 محاولات تفخيخ وإنارة عدن واستعادة منشأة نفط حجيف
وفي 7 ديسمبر 2015م عين المناضل عيدروس الزُبيدي محافظاً للعاصمة الجنوبية عدن خلفاً للمحافظ جعفر محمد سعد الذي اغتيل في حادثة عملية إرهابية بسيارة مفخخة بالعاصمة عدن، وخلال توليه محافظاً لعدن تعرض الزُبيدي لأربع محاولات اغتيال منها ثلاثة عربات مفخخة، وفي عهده حررت قوات الأمن مديرية المنصورة من عناصر إرهابية مسلحة، واستطاع أن يعيد منشأة النفط بحجيف من أحد التجار الشماليين بعد معاناة أبناء العاصمة عدن من تردي الخدمات التي فرضتها الحكومة التابعة للاحتلال اليمني وفي مقدمتها الكهرباء واستطاع بعد زيارة قصيرة للإمارات حل معضلة انقطاع الكهرباء بدعم إماراتي لكهرباء عدن.
دعوته لتشكيل كيان سياسي جنوبي
وفي العاشر من سبتمبر 2016م دعا عيدروس جميع القوى السياسية والمقاومة في الجنوب إلى سرعة تشكيل كيان سياسي نداً للتيارات السياسية في الشمال.
وخلال مؤتمر صحفي دعا الزُبيدي الرئيس هادي ودول التحالف إلى دعم توجهات الجنوبيين في إعلان كيانهم السياسي في محافظات الجنوب المحررة، الذي يعبر عن تطلعاتهم ويمثلهم في الحكومة وفي أي مفاوضات سياسية مستقبلية.
إعلان عدن التاريخي وتأسيس الانتقالي وتفويض الرئيس الزُبيدي
واحتشد أبناء الجنوب في الرابع من مايو 2017م بساحة العروض بخورمكسر والذي تمخض بإعلان عدن التاريخي الذي خوّل اللواء عيدروس الزُبيدي بإنشاء مجلس سياسي جنوبي استجابة لتطلعاتهم وتلى ذلك تشكيل الهيئة الرئاسية للمجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الزُبيدي في 11 مايو 2017م ثمَ أعلن الجنوبيون في مليونية 21 مايو 2017م كامل تأييدهم للمجلس الانتقالي الجنوبي وتفويض الرئيس الزُبيدي لهم في تمثيل الجنوب محلياً وإقليمياً ودولياً.
استشهاد أبي اليمامة وسيطرة الانتقالي وطرد الحكومة الفاسدة
استطاع المجلس الانتقالي إحكام سيطرته على عدن في أواخر يناير من عام 2018م بعد أن عاثت الحكومة اليمنية فساداً وشهدت عدن تردياً في الخدمات وغيرها وتلتها مواجهات في أغسطس 2019م بعد مقتل قائد ألوية الدعم والإسناد والحزام الأمني منير أبو اليمامة وسيطرة قوات المجلس الانتقالي على عدن وتوقفت المواجهات بطلب سعودي تمخض في 5 نوفمبر 2019م عن اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
إعلان الإدارة الذاتية وطرد الإخوان من سقطرى
وفي 26 أبريل 2020م أعلن المجلس الانتقالي الإدارة الذاتية لعدم إيفاء الحكومة اليمنية بتعهداتها تجاه العاصمة عدن والمناطق المحررة، وتمكنت قوات المجلس الانتقالي في 20 يونيو 2020م من طرد جماعات الإخوان من جزيرة سقطرى والتي لقيت تأييداً شعبياً من قبل أبناء محافظة أرخبيل سقطرى بقدوم القوات الجنوبية، وفي 29 يونيو 2020م تمَ إلغاء الإدارة الذاتية بعد أن تقدمت المملكة العربية السعودية بآلية تسريع اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي