الأحد , 2 فبراير 2025
كتبه د. عبدالمجيب حسين مثنى
…..
بدون مقدمة ولا تمهيد:
شعب الجنوب اليوم يتجه في سواده الأعظم للانتحار على حبل مشنقة المجاعة المرعبة.
عشر سنوات من الحرب، وكل سنة تأتي أشد وقعا على الشعب من سابقتها، عشر سنوات وفي كل سنة جديدة تأتي المعاناة أضعافا مضاعفة، وفي كل سنة يعيش الناس على وقع الأمل بأن الخير قادم وبأن الهموم ستنفرج، ولكن لا شيء يبشر بالخير، بقدر ما ترسخ قدر كبير من اليقين بأن القادم أكثر رعبا وألما، عشر سنوات وسعر العملة المحلية في انحدار وهبوط تنازلي مهول لم يكن يخطر على بال بشر أن يصل الريال السعودي إلى 570 ريالا يمنيا، عشر سنوات وأسعار المواد الغذائية والمشتريات الحياتية في ارتفاع جنوني مخيف، ووصلت إلى أرقام من الغلاء الفاحش لم تكن تدور حتى في الخيال ولا في حساب الناس لأسوأ الاحتمالات.
اليوم ليس باستطاعة المواطن العادي أن يلبي لأفراد أسرته الوجبات الأساسية فقط!
الشعب عجز عن توفير الطعام!
الشعب عجز عن توفير العلاج!
الشعب عجز عن تعليم الأبناء والبنات!
الشعب عجز عن توفير الملبس!
الشعب عجز عن توفير المأوى والمسكن!
الشعب عجز عن توفير فرصة عمل لكي يحيا بسلام وبكرامة!
فأين سيذهب؟!
هل تريدون أن يتجه الشعب للسرقة؟!
فمن المسؤول عنه؟!
أم هل تريدونه سيتحول إلى متسولين يتسول بعضهم بعضا؟!
فمن المسؤول عنه؟!
أم هل تريدونه أن يتحول إلى شعب دموي، يمكن لأي فرد فيه أن يقتل عابر السبيل مقابل أن يتحصل على وجبة غذاء لينقذ بها حياة أطفاله الجوعى؟!
فمن المسؤول عنه؟!
أم هل تريدونه أن ينضوي مع الجماعات الإرهابية المتطرفة من أجل الحصول على لقمة العيش؟!
فمن المسؤول عنه؟!
أم هل تحبذون أن يتجه إلى أفعال المنكر المختلفة التي لا ترضي الله ولا خلقه؟!
فمن المسؤول عنه؟!
والحقيقة أن الشعب الجنوبي من أعظم شعوب الأرض وأعزها، وفي أسوأ الحالات سيفضل الانتحار – وهو متعفف وعزيز – على حبل مشنقة المجاعة، الذي صار منصوبا ومعلقا داخل كل بيت، بوصفه الوسيلة الممكنة والمختصرة والأقل كلفة لدى السواد الأعظم من الشعب.
فهل آن لكم الأوان يا قيادة التحالف العربي ويا قيادة الشرعية أن تتحملوا مسؤوليتكم التاريخية تجاه شعب الجنوب الذي يعاقب بغير ذنب، ويهان بلا سبب، ويذل بصورة بشعة بدون جناية يرتكبها؟!
أم هل أجمعتم على إعدامه؟!
ولكن تيقنوا أنه لن يعدم، ولن تنطفىء جذوة الانتقام من معذبيه، وستحرق – حتما وذات يوم – من شارك في إهانته وتعذيبه، فمن دخل أرض الجنوب لبناء الشعب والوطن الجنوبي فهو آمن، ومن ترك أرض الجنوب لتديرها أهلها فهو آمن، ومن أراد الويلات لشعب الجنوب فهو غير آمن، وحتما ستقتلعه ثورة الجياع الزاحفة بقوة لا تصد ولا ترد، وسترمي به في مزبلة التاريخ، وبغير رحمة ولا رجعة.
يناير 31, 2025
يناير 25, 2025
يناير 22, 2025
يناير 22, 2025