لم يكن يوم الجمعة الفائت الموافق الأول من نوفمبر من العام ٢٠٢٤ م يوماً إعتيادياً من حيث المشاعر التي إنتابة قلوب الجميع ، حيث كان للخبر المؤلم الذي كان له وقع حزين جداً موعد مع الأحزان والدموع والآهات من قاهرة المُعِز ومن على ضِفاف نهر النيل الأزرق دوى خبر كالصاعقة زلزل الآفاق مُكتسيً باللون الأسود الحزين الذي جعل القلوب تعيش الحزن وأصاب الأحبة والأصدقاء وكل من عرف المناضل العميد نصر شائف سعيد ( أبو نادر ) بالحسرة وألم الرحيل بعد حياة حافلة بالمجد والمواقف الطيبة إنطفأت وللأبد شمعةً كانت تُضيئ لنا سواد الليل الحالك وفي خُضم المرحلة التي نمر بها في جنوبنا الحبيب خُسرنا عموداً متينً من أعمدة الواقع الذي تتقاذفه رياح التآمر وتتوجه أليه سهام الأعداء ليل نهار الأمر الذي أنكئ الجرح ووسع دائرة الألم وضاعف من حالة الإحساس بالحسرة رحل الجد العزيز العميد نصر شائف الذي عرفه الجميع بأخلاقه السمحاء ومواقفه المشرفة في مختلف المنعطفات السياسية والإجتماعية والأمنية على مدى عقود طويلة رحل عن هذه الدنيا الزائلة بإرث مرصع بالقناعة ونكران النفس نظيف الحال بصمت عميق كعادة العُظماء ترك الدنيا وضجيجها وفارق الأحبة بعد أن كابد الآلام بصمت ونَفس طويل في منزله بعد عمر طويل قضاه في خدمة وطنه الجنوب كحارس أمين له مع بقية زملائه من رعيل الأمس ممن بصبرهم وإخلاصهم وعزيمتهم إستطاعوا أن يبنوا وطنً عظيم تسوده العزةٍ والأمن والاستقرار في حُقبة عملهم في جهاز أمن الدولة إبان جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ( دولة الجنوب الحبيبة )
رحل الجد الخلوق نصر شائف مرتاح البال منكسر الخاطر مرتاح البال لأنه عاد الى لحده نظيف اليد عفيف الطيف منكسر الفؤاد لواقع تنكر له ولبصماته وأهملهُ كغيره الكثير ممن إنزووا بإنفسهم بكل صمت في زوايا المنازل دون أن يشكلوا الحمل على الآخرين ودعناه في غمرة المرحلة المفصلية التي يعيشها الجنوب الحبيب ويا ألم الوداع رأيت الحُزن مُخيم على ربوع الحبيبة عدن إثر ذلك الرحيل وعُدت الى ردفان المهد الذي سافر منه الفقيد أبا نادر نحو الحياة فوجدته ذات البستان الذي فقد الشجرة التي يستظل تحتها العابرون في رحلة الأيام والسنوات أفتقدنا برحيله المؤلم تلك المواقف المشرفة والنُصح والتوجيه بل فقدنا الرزانة والإبتسامة العريضة التي تعودنا رؤيتها على محياة رحمة الله تغشاه
لايسعنى في هذا المقام إلا أن ندعوا له بالرحمة والمغفرة وجنة عدنً تجري من تحتها الأنهار
لروحك السلام وعلى ثرى قبرك الطاهر باقة من ورود الُفل و عطر الزيزفون