اجتمع، أمس، زعماء حلف شمال الأطلسي (الناتو) في واشنطن لتعزيز دعمهم لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، لكنها مثلت اختباراً جديداً للرئيس الأمريكي جو بايدن لمحاولة استعادة الثقة مع الأمريكيين والخارج، وإظهار قدرته على تلبية المتطلبات الرئاسية الملحة لمدة أربع سنوات أخرى، بعد الدعوات من داخل حزبه الديمقراطي تطالبه بالانسحاب من السباق الرئاسي ومنح الفرصة لمرشح أصغر.
وقال المستشار الألماني، أولاف شولتز، أمس، إنه ليس قلقاً بشأن اللياقة العقلية لبايدن.
وأكد شولتز ثقته من خلال الاستشهاد بالمحادثات العديدة التي أجراها مع بايدن، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي كان يستعد بجد للقمة. وأضاف المستشار الألماني: «من خلال العديد من المحادثات التي أجريتها مع الرئيس الأمريكي، أعلم أنه استعد لهذه القمة بشكل جيد».
وقالت شبكة «سي. إن. إن» الإخبارية، إن قيادة بايدن للناتو، وشريان الحياة لأوكرانيا في الحرب ضد روسيا، تجعله أهم وصي رئاسي للحلف العسكري الغربي منذ الرئيس جورج بوش الأب. لكن إنجازاته، بما في ذلك انضمام السويد وفنلندا إلى المجموعة، ستطغى عليها في القمة.
وأوضحت الشبكة أن كل خطوة يخطوها بايدن، وكل إيماءة يقوم بها، وكل كلمة ينطق بها ستكون تحت تدقيق شديد، خاصة في لحظات مرتجلة بعد أن ظلت صورة القائد المسن وغير المتماسك في بعض الأحيان محفورة في أذهان 50 مليوناً شاهدوا مناظرته أمام الرئيس السابق دونالد ترامب الشهر الماضي.
وتوقعت الشبكة أن يكون الرئيس الأكبر سناً بين قادة الناتو (81 عاماً) تحت ضغط هائل لإظهار النشاط والوضوح العقلي في مؤتمر صحفي منفرد، غداً الخميس، مشيرة إلى أن أي ارتباك يبدو عليه، يمكن أن يثير جولة جديدة من الذعر بين الديمقراطيين.
ويشير التقرير إلى أن قادة الناتو سيراقبون من كثب كل تحركات بايدن ويستمعون إلى كل كلمة يقولها، بحثاً عن نفس الإشارات التي يركز عليها الأمريكيون، وما إذا كان بإمكانه الاستمرار لمدة أربع سنوات أخرى في منصبه. وقال بايدن، الاثنين، إن الشائعات حول اضطرابه العقلي تثير غضبه، ونفى التقارير التي تشير إلى عدم قدرته على مواصلة أداء واجباته كرئيس للبلاد بسبب عمره.