يتمتع هذا البطل بمخ سياسي ذات فكر صحيح ورؤية وبصيرة صحيحة، وهذا الأمر ليس بمعجزة إلهية ولا موهبة ربانية خاصة، وإنما أمر طبيعي مكتسب من تاريخه النضالي ونشاطه السياسي الكبير الذي خاضه لفترات عدة وطويلة مضت، لذلك أصبح هذا البطل يُدرك كل مفاهيم السياسة سواءً السياسة الفكرية أو السياسة التنفيذية، بذكاء هائل يعلم به جميع مداخل ومخارج السياسة، كما يتمتع بقلب شجاع وصارم عند الخطأ واتخاذ القرارات وأثبت ذلك أيضًا بتاريخه النضالي الطويل، فقد كان له دور القيادة في الكثير من المراحل السابقة التي مر بها الوطن من صراعات ونزاعات وحروب، سواءً قبل حرب (٢٠١٥م) أو أثناء الحرب، كما أنه يحظى بشعبية كبيرة جدًا .
والشيء الوحيد الذي يختلف به هذا البطل مع الساسة الباقين ويتميز به، هو أن سياسته التي اكتسبها، أولًا لاتجعله يخضع لأي مؤثر خارجي ولاتجعله تابع لأي جهات تسعى للتخريب لتحقيق مصالحه الشخصية، التي نرى الكثير من الساسة في الوقت الراهن يقومون بها ولن نتطرق لذكر أسماء وذلك لأننا ومن خلال كتاباتنا لانسعى للتحريض وإنما التوضيح، وكذلك من يستخدمون ثقافتهم السياسية لضمان مصالحهم الشخصية حتى وإن كانت تعارض مصلحة الوطن اليوم باتوا معروفين لدى الجميع، وثانيًا أن سياسته التي أكتسبها ويحضى بها تصب لصالح الوطن وشعبه .
ومن هذا المنطلق نستعجب ونستغرب لماذا كل هذا الإهمال والتهميش والإقصاء لهذه الهامة الوطنية التي تمتلك الكثير من الإمكانيات التي بدورها ستسهم في إصلاح المسارات الخاطئة التي يمر بها الوطن في هذا الوقت الاستثنائي الصعب .
مايقوله العقل أن مثل هذه الكوادر الوطنية المثقفة التي تمتلك الوعي السياسي الكبير على نهج مستقيم وصحيح، وتمتلك الشجاعة والجراءة في مقارعة الفساد وممارسيه، يجب أن تستقطب وتتحمل مسؤوليات كبيرة في الدولة للإستفادة منها وليس رميها في سلة المهملات .
ولكن وللأسف نرى عكس ذلك تمامًا، ولانعلم هل سبب إهمال وتهميش هذه الشخصيات من قِبل سلطة الدولة هو لأن السلطة قد نستهم بغير قصد ولم تعد تتذكرهم أم أن هناك أسباب أخرى لانفقهها .
وبمثال بسيط الأن وبعد أن بلغ السيل الزبى في محافظة أبين، وازدياد انغماس هذه المحافظة في عمق مستنقعات الفساد مع مرور الوقت، وبعد أن صاح أبناءها الذين طال سكوتهم بالصبر والتحمل، مطالبين بتغير المسؤول عن إدارة محافظتهم، الذي أوصلهم إلى هذا الوضع المزري والرديء، ومطالبتهم بهذه الهامة الوطنية الكبيرة وهو المناضل أديب العيسي مستبشرين ومتفائلين أنه سيلحق انتشالهم من هذه المستنقعات، وسيخرجهم إلى بر الأمان، نرى عدم التجاوب معهم من قِبل سلطة البلد وكذلك نجهل تمامًا أسباب هذا الأمر .
قلناها لكم ونقولها الأن وسنقولها مرارًا وتكرارًا يجب سماع هذه الأصوات والنداءات والتجاوب معها، ولا بأس في تنفيذ مطالب الشعب ولو لمرة واحدة، فقد تكون تجربة إيجابية ناجحة تقنعكم بأن الشعب الجنوبي واعي وفاهم ويعلم أين ومع من هي مصلحة محافظته ووطنه عامةً، وتكون محطة إنطلاق جديدة وإيجابية لكم من خلالها تصلون لقناعة بضرورة إشراك الشعب في أي قرار تتخذوه .
وأخيرًا لاتختبروا صبر الشعب الأبيني أكثر فقد يصل الحال إلى عواقب وخيمة غير مرغوبة هم أنفسهم لايُريدون الوصول إليها .