الخميس , 21 نوفمبر 2024
تعمل إسرائيل “بصمت” على قضم أراضٍ من قطاع غزة لإقامة مناطق أمنية عازلة على مختلف الحدود الشرقية والشمالية والجنوبية، وكانت عمليات التدمير في بعض المناطق خطوات في مسار تحقيق ذلك الهدف وهو أحد الأهداف الاستراتيجية للحرب، حسبما قال محللون لـ”إرم نيوز”.
وذكرت تقارير عبرية، أن “الجيش الإسرائيلي شقَّ طريقًا جديدًا بين معبري كرم أبو سالم ورفح جنوبي القطاع اسمه طريق “دافيد”، كما بدأ الإعداد للبقاء في محور فيلادلفيا لفترة طويلة.
وأشارت تلك التقارير إلى أن ذلك يأتي في إطار سعي الجيش الإسرائيلي لإنشاء المنطقة الأمنية العازلة على مختلف حدود القطاع، لافتة أن قوات الجيش تعمل على تدمير المباني الواقع على الحدود من أجل ضمان إنشاء المنطقة العازلة.
وبالتزامن مع العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح أقصى جنوبي قطاع غزة، يواصل الجيش الإسرائيلي توسيع المنطقة العازلة المحيطة بمحور نتساريم، حيث أقام الجيش الإسرائيلي شارعًا يقسم القطاع، وبدأ عمليات تجريف ونسف لمبانٍ ومنشآت محاذية له.
كما يواصل بناء سياج أمني شرق مخيمات المغازي والبريج وسط قطاع غزة، تحت غطاء عمليات قصف وتجريف واسعة للمناطق الزراعية والسكنية في تلك المناطق.
ومن شأن المخطط الإسرائيلي أن يؤدي لتقليص مساحة القطاع، إذ أشارت تقديرات سابقة إلى أن المنطقة العازلة التي يسعى الجيش الإسرائيلي لإنشائها تشكل نحو 16% من غزة، فيما يمكن أن تزداد تلك المساحة عبر ضم أجزاء جديدة من جانب معبر رفح ومحور فيلادلفيا.
هدف استراتيجي
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، ناجي البطة، أن “المناطق العازلة أحد الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل من حربها على قطاع غزة”، مشيرًا إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو لن تقبل بوقف الحرب إلا في حال إقامة هذه المناطق.
وقال البطة، لـ”إرم نيوز”، إنه “بات من الواضح إقدام إسرائيل على قضم الأراضي الفلسطينية من داخل القطاع بصمت لضمان إقامة المناطق العازلة”، مبينًا أن ذلك يتم في ظل تعتيم إعلامي غير مسبوق، وبقوة عسكرية عنيفة.
وأضاف أن “إسرائيل دمرت جميع المباني السكنية القريبة من الحدود الشمالية والشرقية لها، من أجل ذلك الهدف، كما أنها تقوم حاليًّا بتدمير المباني القريبة من الحدود المصرية على محور فيلادلفيا”.
وأشار البطة، إلى أن “الهدف الأول بالنسبة لإسرائيل يتمثل في تقليص مساحة القطاع ما يزيد من حالة الانفجار السكاني، وبالتالي دفع السكان نحو الهجرة للخارج في إطار مخططات الأحزاب اليمينية بالائتلاف الحكومي”.
وبين أن “الهدف الثاني يتمثل في إعطاء مساحة للجيش الإسرائيلي لتنفيذ عمليات عسكرية محددة ودقيقة مستقبلاً، دون الدخول في موجة تصعيد عسكري مفتوحة مع حماس، ما يعني فرض المخططات العسكرية المعمول بها في الضفة في غزة”.
ووفق المحلل السياسي، فإن “الهدف الثالث يتمثل في ضمان بقاء الجيش الإسرائيلي عسكريًّا في قطاع غزة لأطول فترة ممكنة، وإطالة أمد الحرب، علاوة على التمركز في نقاط استراتيجية لتضييق الخناق على غزة، وتحديدًا من محور فيلادلفيا”.
هدفان رئيسيان
ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي، مصطفى قبها، أن “قضم الأراضي من داخل القطاع لصالح المناطق الأمنية العازلة يحقق هدفين رئيسيين: الأول جعل القطاع منطقة غير صالحة للحياة وتعقيد أي مهمة دولية لإعادة إعماره، والثاني يتمثل في تعزيز القدرات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية ضد الفصائل المسلحة في غزة، وحرمانهم من أي مساعٍ لتطوير قدراتهم القتالية”.
وأوضح قبها، لـ”إرم نيوز”، أن “قضم الأراضي سيعطي مساحة لإسرائيل لتهجير سكان القطاع، كما أنه سيمنح الأحزاب اليمينية فرصة ثمينة لتنفيذ المخططات الاستيطانية، وإعادة المستوطنات لغزة وإن كانت على الحدود”.
وأشار إلى أن إسرائيل تخطط للبقاء طويلاً في القطاع وإن كان على حدوده.
وأضاف أن المناطق العازلة تضمن لإسرائيل تحقيق أهدافها بحيث يتمركز الجيش على المحاور الرئيسية للقطاع بما يمكنه من السيطرة عليه، وأن السيطرة على محور فيلادلفيا سيحقق للجيش أهدافه المتعلقة بمنع حماس من ترميم قدراتها العسكرية.
وقال قبها، إن إسرائيل “ستعمل على قضم مزيد من الأراضي داخل القطاع بما يمكنها من بناء مواقع عسكرية واستيطانية، ويحكم قبضتها الأمنية على غزة”، لافتًا إلى أن ذلك يقع ضمن خطة السيطرة الأمنية على القطاع.
اعلامي جنوبي
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 21, 2024