تطل يافع اليوم في حلة عيدية بهية للغاية ، وبرعاية السلطان نواف فضل بن محمد عيدروس العفيفي إذ تتزين قلعة القارة التاريخية في مديرية رصد بأبين لإحياء المهرجان التراثي الخامس ، في هذه القلعة التاريخية الشامخة … فيافع كموطن قديم لاوائل الحميريين الأفذاذ ، لازالت شواهدها التاريخية تنبأنا بما قد يغيب عن أذهاننا ،،.. يافع القبيلة والكرم والجود وسهام الخير النافذة ..قد صقلها تاريخ ممتد من الممالك الغابرة والسلطنات المهيبة .. قد تكون اندثرت ! لكن بقيت اخلاق الملوك ومهابة السلاطين إلى يومنا هذا ….. يتوافد محبو التراث من كل مديريات يافع الى قلعة القارة التاريخية والتي اعيد بناءها على عدة مراحل تاريخية كانت بدايتها في الحقبة الحميرية حسب الآثار المعثور عليها ، مرورا باتخاذها منبرا للدعوة من قبل الشيخ سعيد بن عيسى العمودي الحضرمي عام ٩٠٠ هجرية عندما أتاها داعية لله ،، متسلقا شموخها ونائيا عن الصراعات التي كانت شائعة ، والتي بعد جهوده الدعوية انخمدت الفتن وعادت الامور الى مجراها الطبيعي من المودة والاستقرار..فهذه رسالة الأديان منذ الأزل…… وكعادة تعاقب الأزمان ..آلت الأمور الى العديد من السلطنات في يافع ..كباقي مناطق الجنوب التي اتخذت من السلاطين حكاما لها….. إذ اتخذت السلطنة العفيفية من قلعة القارة مركزا للحكم ومنبرا لدولة السلاطين اليافعية الجديدة عام ١٠٩٢ للهجرة ..حيث تحوي القارة ٢٥ قصرا جلّهم لآل العفيفي والذين كانوا يسكنوها إلى ما قبل ٣٥ عام …حيث هجرها آخر ساكنيها من بني عفيف..كما تضم صهاريج ومدافن أثرية عريقة تسلم على التاريخ وتصافح الوجوه الوافدة حبا وكرامة… ففي كل عام يقام مهرجان القارة التراثي في هذه القلعة الشماء و بدءا من اليوم الرابع من أيام عيد الأضحى المبارك ، حيث تقام الفعاليات التراثية والتي تحيي في النفوس ما قد أفل ..فالجبال خُلقت لتحفظ توازن الأوطان ..بل والأرض إذا ما مالت سفينة الايام .. تتوهج هنا الاخلاق العربية الاصيلة شهامةً ومروءة..شعرا ونثرا..رقصا وطربا ..فعلى وقع لمعات الجنابي وصهيل الخيول تُبعث الحضارة من جديد … مشاهد مبهرة ، ولعل أبرزها التجمعات المفتوحة الكبرى حول الشعراء..فلا زالت تطربنا القافية.. وستضل ..فالشعرُ عربيا من هنا ..كان وسيبقى . تضج القارة اليوم بأصوات الشعراء وأنغام الزوامل ، وبمختلف أنواع الرقصات الشعبية ولعل أشهرها البرع اليافعية ..وبمشاركة فرق رقص شعبية مختلفة..هناك أقسام متنوعة لإظهار تراث القارة ..فإلى جانب الشعر فالفنون الغنائية والرقصات الشعبية حاضرة ..بالإضافة الى الأكلات والمحاصيل الزراعية ، والأزياء والمقتنيات التراثية، ايضا الكتب التاريخية والصيدلة.. هنيئا للقارة كقلعة تاريخية احتفاء ابناءها بها..وهنيئا لهم هذا التنظيم المبهر والإبداع .