لم تكد تمضي ساعات إلا ويُعلن عن هجوم حوثي ضد إحدى السفن في البحر الأحمر، يعقبه «انتقام» أمريكي بتدمير منصات للانقلابيين، فيما يشبه لعبة القط والفأر، التي لا نهاية لها.
آخر تلك الحوادث، ما أعلنته هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية اليوم الأحد، من أنها تلقت بلاغا عن واقعة على بعد 40 ميلا بحريا جنوبي المخا في اليمن، مشيرة إلى أن السلطات تحقق في الواقعة.
ويوم السبت، أعلن الجيش الأمريكي، أن طاقم سفينة شحن أصيبت بصواريخ أطلقها الحوثيون من اليمن، قد غادرها بعد عجزه عن إخماد الحريق الناجم من الهجوم.
تلك الهجمات قال عنها موقع «أكسيوس»، الأمريكي، إنه يؤدي إلى احتجاز ممر مائي تجاري حيوي كرهينة، مما يؤخر المساعدات الإنسانية ويفرض تكاليف إضافية بملايين الدولارات.
وبحسب الموقع الأمريكي، فإن القوة النارية للولايات المتحدة وحلفائها «فشلت» في وقف الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن، والتي يدعمها النظام الإيراني الحريص على تسليح وكلائه.
خسائر بالأرقام: تأثرت مصالح أكثر من 65 دولة، وتم تغيير مسار ما لا يقل عن 29 شركة كبرى للشحن والطاقة بعيدًا عن المنطقة، وفقًا لتقرير جديد للمخابرات الأمريكية.
وانخفض شحن الحاويات عبر البحر الأحمر بنسبة 90% تقريبًا اعتبارًا من منتصف فبراير/فبراير. ويمثل الممر عادة ما بين 10 إلى 15% من التجارة البحرية الدولية.
وارتفعت أقساط التأمين على العبور إلى 1% من القيمة الإجمالية للسفينة في نفس الإطار الزمني، فيما تقطع الطرق البديلة حول أفريقيا 11 ألف ميل بحري، ومدة سفر تصل إلى أسبوعين ومبلغ مليون دولار من الوقود.
وتعرضت أكثر من اثنتي عشرة سفينة تجارية للقصف بين نوفمبر/تشرين الثاني ومارس/آذار. كما جرت محاولات اختطاف قليلة.
وبدأت اعتداءات الحوثيين على السفن المدنية والعسكرية في أواخر العام الماضي، في وضع، قالت عنه المليشيات، في البداية إن هجماتها جاءت ردا على الحرب الإسرائيلية في غزة، لكن العديد من أهدافها لا علاقة لها بذلك.
وغرقت سفينة الشحن روبيمار المملوكة لبريطانيا في مارس/آذار الماضي. وكانت تحمل 21 ألف طن متري من الأسمدة التي يخشى المسؤولون أن تؤدي إلى كارثة بيئية.
كلفة باهظة وأنفقت البحرية الأمريكية حتى الآن مليار دولار على الذخائر في مواجهة الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز المضادة للسفن والطائرات بدون طيار المتفجرة في المنطقة.
وبحسب «أكسيوس»، فإنه على الرغم من فشل العديد من الهجمات أو اعتراضها، لا يبدو أن مخزونات الحوثيين قريبة من النفاد، حتى مع استمرار الضربات الأمريكية والبريطانية المتفرقة ضدهم، مشيرًا إلى أن تلك الهجمات هي بمثابة مشكلة سياسية بقدر ما هي عسكرية.