تخلو لغة الكتابة لديّ عادة من كلمة “عدو”. لكنني أكرر أن عدونا الوحيد في اليمن هو المشروع الإمامي السلالي. يجب أن يكون الموقف واضحًا أمام كل إنسان يمني (حُر). نختلف مع السلفيين، لكنهم ليسوا أعداء. نختلف مع الإخوان المسلمين، لكنهم ليسوا أعداء. سنختلف مع هذا أو ذاك، لكن العدو أمر آخر.
قد لا تكون الهاشمية السياسية عدوة الشعوب في أي مكان آخر، لكن ليس في اليمن. الخصوصية اليمنية، على إثر التاريخ المأساوي الطويل مع الإمامة، تقول إن العدو هو المشروع الإمامي السلالي الذي يتكرر الآن في تجربة الحوثيين.
متى يتشتت شمل اليمنيين؟ تحدث حروب ونزاعات، لكن الشمل لا يتشتت إلا في ظل هذا المشروع فقط. جاهل من يقرنه ببقية المشاريع التي نختلف معها. وواهم من يقرأه بصورة أخرى لا تشبهه. هذا المشروع يرى فيك عبدًا له أيها اليمني، مهما كنت من شمال أو جنوب.
وإذا ما كان لدينا عدو آخر في اليمن تحديدًا إلى جانب مشروع الإمامة السلالي فهو “الجهل”.
الإمامة منظومة لها أدواتها وارتباطاتها واختراقاتها، وتلوناتها في كل مرحلة، لكنها الآن أظهرت كل ضحالاتها وتوحشها. والنهضة يا يمن تعني: إزالة منظومة الإمامة والجهل.