“أن تكتب عن قائد وسفير ،أو مناضل امر في غاية الصعوبة، فكيف اذا كان هذا المناضل بقامة السفير ثابت حسان فالصعوبة مضاعفة. وحسبي في كلمتي المتواضعة هذه أن القي الضوء على بعض جوانب مواقفه النضالية الشامخة والمتميزة الفذة.
كلكم تعرفون السفير ثابت حسان صانعاً للثورة، واول من احتضن الثورة الجنوبية داخل بمنزله في الزمن الصعب، منذ بدايات انطلاقتها في ردفان، واول من فتح لها قلبه وذراعيه، فقد كان بيته تجمعاً خطيراً ايام المقاومة والرفض في تلك الاونة… لاكنكم لا تعرفون او عند الاقل يبد انكم تناسيتم من لحم من آكلت الثورة ومن دماء من شربت، وعلى هذا الاساس يجيب التذكير لتكريم ومكافئة رموزنا الثورية الذين كانوا ذا فضل على الثورة الجنوبية..
لقد عرفت السفير ثابت حسان طليعة ثورية واكبت نضاله منذ البدايات واعترف امامكم اليوم ان نضاله متعب،لانه يحمل المسؤولية ويصيب بالإدمان، وتشعر انك ترتكب خطيئة اذا لم تصغي لحديثه والاستفادة من تجربته،
تغلغل فينا كالجدول الذي ينساب في الحقول، فروئ بدون ضوضاء وتابع مسيرته النضالية،فاثمرت خلفه الثورة، وازهرت العقول، وتفتحت اجمل الافكار،
السفير ثابت حسان لايتكلف في اسلوبه الثوري ،بل يحدثك بكل بساطتة من اعماق قلبه فتاتي كلماته واقعية مفعمة بالحرية والوطنية،ويزداد رونقاً بتناوله اهم المواضيع الاجتماعية والثقافية والانسانية بشكل مباشر ودون مؤاربة،وهو من الثوار في هذا المضمار الذين طبعوا مرحلة معينة من تاريخنا النضالي الحديث بنهجهم واسمهم وبات يشكل علامة فارقة بين اهل الجنوب بنضاله الممزوج بالواقعية والوطنية،فاذا تكلم عن الجنوب فهو عاشق مدمن، واذا تناول المشكلات الاجتماعية،فهو باحث اجتماعي من الطراز الاول.
ولايمكنك ان تكتب عن المناضل ثابت حسان دون التوقف عند الصفة الشمولية، التي يتمتع بها وسعة صدره وتجربته التي تضج بها مسيرته النضالية ،فهو الدبلماسي المرن والمناضل والمرجعية وتشعر وان تشتشيره ان ارآءه تحمل قليلاً من كل هؤلاء ،وليس هذا بالامر اليسير.
هذا بعض قليل من السفير المناضل ثابت حسان الذي نعتز ، وتعتز به بلاد الجنوب ،ولا اكون منصفاً، ولن اكون، إذ لم اتكلم عن طيب اخلاقه ورقة نسمته، وعلو خصاله وشمائله، ولو إني اعرف أنني ساجرح تواضعه، ولكن هذا من حقه علينا..
اليوم نحتفي بتعيينه رئيس لجنة المستشارين للعلاقات الخارجية ونبارك للقيادة السياسية بهذا الكادر الذي وقع الاختيار علية فهنيئاً للمناضل السفير ثابت حسان وهنيئاً لنا وهنيئاً للمجلس الانتقالي..